التحرش الجنسي الجماعي في عيد الفطر في مصر في 2006

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حوادث التحرش الجنسي الجماعي في عيد الفطر في مصر سنة 2006 أو حادثة السعار الجنسي هي حوادث تحرش جنسي جماعي جرت في شارع طلعت حرب في منطقة وسط البلد في مصر، خلال أيام عيد الفطر في أكتوبر 2006. وتعد هذه الحادثة بداية انتقال قضايا التحرش والعنف الجنسي من حيز التابوه المسكوت عنه أو من نطاق "المعاكسة" التي لا يتوقف عندها الكثيرون، إلى حيز الرصد والإعلام والحديث المفتوح عنه، وبالتالي بدء التعامل مع هذه الجرائم لأول مرة كمُشكلة اجتماعية حقيقية في مصر. ويعود ذلك بشكل كبير إلى مجموعة المدونين/ات الذين عملوا على تسجيل شهاداتهم ورصد جرائم التحرش الجنسي من خلال مدوناتهم الشخصية، ووصف العديد منهم الحادثة "بالسعار الجنسي". [1] [2]


تفاصيل الحادثة

بدأت الحادثة خلال افتتاح الفنانة دينا فيلمها "عليا الطلاق بالثلاثة"، في سينما مترو، حيث قامت بالرقص والغناء برفقة المغنيين سعد الصغير وريكو خلال الافتتاح. حدث بعدها هجوم من الشباب المتواجد أمام السينما للوصول إلى الفنانة دينا والاعتداء عليها. واستطاع الأمن الخاص بالراقصة دينا "السيكيورتي" تخليصها من الموقف، وتحول الهجوم بعدها ضد السيدات اللاتي كنّ يردنّ حضور العرض داخل السينما. تشير روايات أخرى أن ما دفع الشباب في البداية إلى الهجوم كان عدم تمكنهم من حضور الفيلم بسبب نفاذ التذاكر.[3] طارد المتحرشون النساء وتحرشوا بهن جنسيًا في شوارع وسط المدينة وأمام سينما مترو، واستمرت جرائم التحرش في مساء ثاني وثالث أيام العيد.

شهادات وتدوينات

تقرير برنامج العاشرة مساءً حول حادثة السعار الجنسي في 2006.

قام عدد من الناشطات والمدونين في ذلك الوقت برصد الحادث وكتابة شهاداتهم ونشر صور فوتوغرافية لتوثيق الحادث. وساعد ذلك في انتقال قضايا التحرش والعنف الجنسي من حيز التابوه المسكوت عنه أو من نطاق "المعاكسة" التي لا يتوقف عندها الكثيرون، إلى حيز الرصد والإعلام والحديث المفتوح عنه، وبالتالي بدء التعامل مع هذه الجرائم لأول مرة كمُشكلة اجتماعية حقيقية في مصر. [1]

شهادة مالك مصطفى

كانت تدوينة مالك مصطفى، صاحب مدونة "مالكوم إكس"، من أوائل التدوينات التي رصدت حوادث التحرش بالنساء في وسط البلد، ونشر صورًا من تصوير وائل عباس لتوثيق ما رأوه. كتب مالك في تدوينته:

نجلس على المقهى بوسط المدينة انا ووائل عباس وناصر نوري (وهو مصور لوكالة رويترز الإخبارية) ومحمد الشرقاوي واخرين يأتي لنا احد الزملاء ويخبرنا ان أمام سينما مترو بشارع طلعت حرب تحدث حالات انتهاك جنسي وتم تحطيم شباك تذاكر سينما مترو توجهنا في الحال الى المكان وكان يدور بخاطرنا ان ما يخبرنا به الزميل هو مجرد تهويل لا أساس له من الصحه خاصة ان الشوارع المحيطة بسينما مترو كانت هادئة جدا ونحن في الطريق الى هناك ... توقفنا عند السينما بعد ان رأينا شباك التذاكر المحطم واعتقدنا ان ما اخبرنا به الزميل هو مجرد اوهام او مبالغات على أقصى تقدير. لكن بعد أقل من خمس دقائق وجدنا اعدادا غفيرة من الشباب تصفر وتركض بإتجاه شارع عدلي تحركنا معهم لنرى ماذا يحدث فوجئنا بفتاة في أوائل العشرينات تعثرت على الارض والتف حولها عدد كبير من الشباب يقومون بتحسس اجزاء جسدها ونزع ثيابها عنها. لم افهم او لم استوعب بمعنى ادق ما يحدث قامت الفتاة مسرعة مره اخرى وحاولت الركض في اي اتجاه الى ان رأت مطعما سوريا يدعى المضيفة او شئ من هذا القبيل ودلفت الى الداخل وحاوط الشباب المطعم ولم ينصرفوا الا بعد ان صاح اخر (في واحده تانية قدام سينما ميامي). ركض الجميع اتجاه شارع طلعت حرب مره اخرى ووجدت هناك فتاه محاصرة تماما داخل دائره محاطة بمئات من الشباب يحاولون ان يتحسسوا جسدها وينزعوا عنها ملابسها انقذ الفتاه هذه المره سائق تاكسي قام بإركابها لكن الشباب لم يدعوه يمر، وشكلوا حوله دائره واصروا على ان تهبط الفتاه من العربه حتى تدخل أحد عساكر الامن رافعا (القايش) محاولا ضرب كل من يجده امامه لم ينفض الجمع بسهوله الا بعد ظهور فتاتين ترتدين عباءات خليجيه يسيرون لوحده في الشارع واحاطوا بهم تماما وقام عدد كبير منهم باحتضان الفتيات، ومحاولة فك العباءات وكان هناك اطفال في الحادية عشر والعاشرة من العمر يقومون بالدخول من تحت العباءات ... مره اخرى تدخل بعض اصحاب المحلات وقاموا برش المياه على الشباب وجذب الفتيات الى داخل المحلات بعدها بأقل من ثانيه ظهرت الممثله علا غانم التي تمثل في احد افلام العيد (عبدة مواسم) وحاول الشباب ايضا ان يصلوا اليها لكنها كانت محاصرة ببعض الحراس الشخصيين الذي حاولوا التصدي لكنهم لم يستطيعوا صد كل الايدي الجائعه التي امتدت الى صدر الممثلة علا غانم. وبعدها بقليل ظهرت فتاة اخرى كانت ترتدي ايضا حجاب وعباءة قام ايضا الشباب بمحاصرتها ونجحوا هذه المره في اخلاعها العباءة لكن استطاع امن احدى العمارات ان يجذبها إلى الداخل ويغلق باب العمارة ويمنع الشباب من الوصول الى الفتاة.[4]

شهادة وائل عباس

شهادة وائل عباس حول حوادث التحرش الجنسي الجماعي في عيد الفطر في 2006

شهادة رضوى أسامة

في 26 أكتوبر 2006، شاركت رضوى أسامة على مدونتها "هكذا أنا" بشهادتها، فكتبت:

أعتقد بان ما رايته وسمعته أمكنني تخيله من قبل. نبدا من قرائتي لما كتبه مالك وذعرى وقتها وكنت احاول تامل الموقف لكن فكرة ان هؤلاء كانوا مساطيل لم تغب من راسي وقتها ، توقعت انهم تعاطوا مخدرات أو خمور وكانت النتيجة ذلك .. لكني لم اكن قد تاملت المشهد بعد ..الا انني بعد مغادرتي للعمل في العاشرة والنصف مساء ومحاولة الركوب من عبد المنعم رياض وجدت المكان مزدحما بشكل غير عادي .. فتوقعت بانه العيد الذي نسيته لانني نزلت العمل من اليوم الثاني، لكن الموضوع تجاوز الزحمه العادية وباءت كل محاولاتي لركوب تاكسي بالفشل .. فوجدت اتوبيس فاضي وبمجرد الركوب والنظر للجهة المقابله علي الكورنيش رايت جموع غفيره من الشباب وسمعت اصوات صراخ نسائية وهتافات الجموع بالفاظ بذيئة، وظللت لفتره مذهولة ومرعوبة فهاتفت مالك واخبرته بما يحدث وظل الاتوبيس واقفا لفتره واخذت اراقب الموقف ..فوجدت الاطفال في سن العاشرة والحادية عشر يشجعون بعضهم علي الانضمام "يللا يا ياواد ندخل معاهم"، وينضمون بسرعه رهيبه للثورة، واخذت اتأمل ملامح الذعر علي وجه ام وهي ممسكة بحرص شديد علي ايدي بناتها الثلاثه وكانها تحاول اعادتهم الى رحمها مرة اخرى ..امتد الذعر الى الازواج والرجال الذين يخرجون بصحبه بنات..واخذوا ينكمشون بجوار بعضهم او يهرولون بسرعه ..لم استطع رؤيه وجوه الضحايا لكنني كنت استمع الى الصرخات وارى الجموع الغفيره وهي تجري مسرعه .. ياااه اعداد ضخمه جدا جدا ..اكثر بكثير من اكبر مظاهرة عملناها واعمار مختلفه ..ابتداء من العاشره الى الثلاثينات وربما الاربعينات كما قال مالك لم استطع ان اصفهم كما قالت رشا لي بانهم كلاب مسعورة او على حد قولها باب واتفتح منه شوية كلاب ..اعذر توحدها مع الضحية لانها سألتني هل كنتي ستحللين الامر بهذا الهدوء لو كنتي الضحية. [5]

ردود الفعل المنظمات الحقوقية المصرية

قامت مؤسسة جنوبي في ذلك الوقت باصدار بيان تعلن من خلاله عن رفضها الواضح لاحداث التحرش الجماعي اول وثاني ايام العيد و اكدت من خلاله على انه يعد انتهاكًا صارخًا للحق في الحرية والأمان الشخصي وقد عملوا على رصد وتوثيق الحوادث.(مطلوب مصدر)

مراجع

مصادر

  1. 1٫0 1٫1 نيفين عبيد، قراءة في دور التكنولوجيا في مناهضة العنف ضد النساء، ورقة بحثية مشتركة بين مؤسسة المرأة الجديدة ومتون، نشر 2018.
  2. سلوى الزغبي، "وسط البلد".. منطقة شهدت ظهور "أول تحرش جماعي" في مصر على موقع الوطن.
  3. أنجي عبد المنعم، إعادة تصور مفاهيم التحرش الجنسي في مصر، نشر مجلة كحل في 2015.
  4. مالك مصطفى، تدوينة سعار وسط المدينة الجنسي، مدونة مالكوم إكس.
  5. رضوى أسامة، تدوينة استمرار ثورة الجياع لليوم الثاني على التوالي، مدونتها "هكذا أنا".