لبوة

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

لفظة سباب جنسية منتشرة في المجتمع المصري.

يستخدم المجتمع المصري لفظ "لبوة" بالقياسية: لَبُوَة، وهو اللفظ العامي للبؤة، كشتيمة للنساء أو لتوجيه الاهانة للرجال. فتوصف المرأة باللبوة أو يشتم الرجل ويقال عنه أو له "ابن اللبوة" أو "يلي أمك لبوة" في اشارة الى أن أمه امرأة منحرفة أو عديمة الأخلاق وفقًا للتقييم المجتمعي، وأنها مسيرة بشهوتها الجنسية بل وتعاشر العديد من الرجال وهنا يتم التطاول على الأم التي لها مكانة مقدسة في المجتمعات الشرقية ويعد التطاول عليها أمرًا في غاية الخطورةن وهو الأساس الذي يتبعه المصريون بل والعرب في ابتكار شتائمهم. وهنا يقصد اهانة الرجل من خلال الاشارة الى احتمالية اختلاط نسب أطفال هذه المرأة "اللبوة" وعليه فإن الرجل الذي وجهت اليه الشتيمة ممكن أن يكون مجهول النسب وليس من صلب أبيه. وتستخدم الشتيمة في سياق آخر كإشارة لاستخدام المرأة للجنس في اصطياد الرجال أو كوسيلة للوصول الى أهدافها ومرادها من خلال اثارة غرائزهم.

وتعتبر الشتيمة اهانة كبيرة، حتى أن الكثير من المصريين خلال حديثهم لا يستخدمون كلمة لبؤة أو لبوة، وإن جاءت في السياق يقولون "مرات الأسد". وتظهر الكلمة في سياق الأحاديث بين الشباب، فنراهم يستخدمون لفظ "لبوة" أو "بتتلبون" أحيانًا على النساء في سياق العمل ان وجدوا النساء يصلن الى مناصب عليا أو مناصب صنع قرار أو مناصب أعلى منهم في اشارة الى عدم جدارة النساء للوصول الى هذه المناصب وأنهن يستخدمن الجنس والاثارة كوسيلة للوصول اليها.

إن وصف اللبؤة في الحقيقة لا يجب أن يكون الا مدح للمرأة ولا يجب أن يكون ذم أو سبة، وهو الحال في كثير من الدول العربية مثل سوريا ولبنان حتى أن هناك قرية من قرى قضاء بعلبك في لبنان اسمها "بلدة اللبوة أو لبوة". ومن المواقف التي تظهر هذا الفرق بين مصر وبلاد الشام ما حدث من الفنانة اليسا على غلاف مجلة ليالينا في عام 2014، حيث قالت: "مغرمة وبشغف، وأمام حبيبي أنا لبوة مروّضة" وتناول الجمهور المصري ذلك التصريح بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي بإشارات وتلميحات جنسية.

إن اللبؤة تتمتع بالسرعة والذكاء والقوة المتمثلة في قدرتها على الاعتماد على نفسها في صيد فرائس تفوق حجمها في بعض الأحيان لتأمين غذائها وغذاء أشبالها بل وللأسد نفسه، واستخدام هذا الوصف كشتيمة ما هو الا تعبير عن خوف المجتمع، وتحديدًا الرجال، من رغبات النساء أو تعبيرهن عن رغباتهن الجنسية التي تكون خارج اطار دور الانجاب وبالتالي يعمد المجتمع الى تصوير هذه الرغبات على انها انحراف أو شذوذ أو أنه ضرب من ضروب انعدام الأخلاق في محاولة لمنع النساء من التعبير عن رغباتهن الجنسية.

وقد حلل عدد من الكتاب استخدام كلمة لبوة في المجتمع المصري، منهم:

من مقال السبب الخفي وراء اعتبار "لبوة" لفظًا خارجًا في مجتمعاتنا،[1]، المنشور على موقع العرب اليوم بتاريخ 2017-04-26:

"تحول لفظ "لبؤة" في مجتمعاتناإلى لفظ خارج، لسبب لا يعرف كثيرون إجابته، فعلى الرغم من أن أنثى الأسد هي زوجة لملك الغابة، وأمًا لملوك جديدة، إلا أنها موصومة بهذه السُبة في مجتمعاتنا. ولتوضيح السبب، يجب إلقاء الضوء على حياة أنثى الأسد، أو "اللبؤة"، فمن عادة الأسود أن تعيش في قطعان صغيرة، تتكون من الإناث، والصغار، وذكر مهيمن أو أكثر، وتتركز مهمة الذكر على حماية الإناث والصغار ومساحة الأرض التي يتحكم فيها القطيع، فلا يسمح لأى قطعان أخرى بالصيد في منطقته، ويحمي الصغار من غارات الضباع والثعالب، التي تتسلل إلى العرين أثناء غياب الإناث للصيد، كما يساعد الإناث في صيد الفرائس الكبرى، مثل الجاموس الوحشي وفرس النهر، والتي لا تقوى الإناث وحدها على صيدها. وحين يشتد عود الذكور الصغيرة، فإن الذكر المهيمن يطردها من القطيع خوفًا من أن تتحداه على الزعامة، وتقوم بنفيه خارج أرضه. وتهيم الذكور الشابة على وجهها في الأدغال، وعادةً كل أسدين أخوين يسيران معًا ليبحثان عن فريسة، وعن قطيع أسود يكون العجز قد تمكن من الذكر المهيمن عليه، فيتحديانه من أجل الزعامة، فإذا غلباه قاما بطرده من القطيع، وقتلا جميع الصغار التي تحمل جيناته، فماذا تفعل اللبؤات في ذلك الموقف؟، ببساطة تتودد للملوك الجدد فورًا، دون أي بادرة حزن على الصغار التي قتلت، ولا ذرة ولاء للذكر المهيمن السابق. وتسمح الإناث للملوك الجدد بمعاشرتها فورًا، ولكي يتفادى الأسدان الشابان أي صراع بينهما، فإنهما يتقاسمان الإناث طواعية، ويتشاركان الزعامة مؤقتًا، تحسبًا لأي تحديات مقبلة، حتى يشتد عود أحدهما فيطرد الآخر. وتعاشر اللبؤة الأسدين الزعيمين بالتناوب، وقد تحمل في بطن واحدة أشبال الاثنين معًا، فإذا جاء أخوان جديدان وغلباهما، تعيد اللبؤات الكرَّة دون تردد، ودون أى مقاومة. إنها طريقة اللبؤات للبقاء، ولا حرج عليها في ذلك، فهي الغريزة التي فطرت عليها دون وعي أو تفكير أو إرادة حرة، إنها أنثى الأسد التي تخضع لشريعة الغاب، حيث البقاء للأقوى، ولكن لو صدر نفس هذا السلوك من أنثى الإنسان، نستطيع وقتها أن نفهم لماذا تحولت "لبؤة" إلى لفظ خارج."

وهنا نختلف مع الكاتب الذي يرى أن هناك مبررُا، أيًا كان، لوضع تصنيفات للنساء وقيود على رغباتهن الجنسية أو اعتبارها مادة للانتقاص من النساء أو شتيمتهن، فالكاتب هنا يكرس لفكرة النظام الأبوي ويعطي الحق للمجتمع للحكم على النساء وتقييم أخلاقهن وسلوكهن وفقًا لسلوكهن الجنسي.

كما تناول الكاتب وليد فكري الشتيمة في مقاله "هكذا يشتم المصريون" المنشور على زائد 18 بتاريخ 2015-03-08 والتي يبين فيها أن معظم شتائم وسباب المصريين الذي يتسم بالبذاءة الشديدة يتمحور حول الجنس والدين. [2] فيقول الكاتب:

"ومن الشتائم "الحريمي" .. لفظة "اللبوة"، وهي المرأة اللعوب الخبيثة القادرة التي تسعى للإيقاع بالرجال.. ورغم أن لفظ اللبوءة في بعض المجتمعات العربية يستخدم – كثيرًا – لتعظيم المرأة باعتبار أن اللبوءة هي الزوجة القوية المخلصة للأسد، فإنها في المجتمع المصري تمثل سبة تنال من استقامة وسمعة المرأة الموصوفة بها."

ولشتيمة لبوة مرادف باللغة الانجليزية وهو cougar، تستتخدم بنفس الاستخدام ومعناها العام هو المرأة التي ترغب في اقامة علاقات جنسية مع رجال يصغرونها في السن. بينما معناها اللغوي هو الأسد الأمريكي (Puma).

المعنى المعجمي

ورد في معجم اللهجات العربية العامية تعريف واحد وهو: "لبوة Labwah كلمة في المصرية تعني عاهرة.[3]

اللبؤة في الحضارات القديمة

ظهرت اللبؤة في كتابات ورسومات الحضارات القديمة التي وُجدت فيها الأسود اما كرمز للصيد والقوة والحرب أو رمز للأم المحاربة التي تدافع عن أشبالها وتحافظ عليهم. ومن بين أشهر الآلهة المصرية القديمة سخمت (Sekhmet) اللبوة والإلهة المحاربة وإلهة الشفاء وهي أشرس الصيّادين والمقاتلين على الأرض في نظر المصريين القدماء. وكانت هناك آلهة أخرى برأس لبؤة أو على هيئة لبؤة كاملة في أوضاع متعددة.

سخمت آلهة مصرية برأس لبؤة أو بهيئة سيدة ورأس لبؤة تجلس على العرش الذي تزينه علامة توحيد شمال وجنوب مصر وتمسك بيدها مفتاح الحياة

وكان من بين الحفريات التي اكتشفت بالقرب من القدس رسائل من الطين عددها 382 لوح تطلب فيه امرأة ترتدي زي الملوك التنسيق بين مملكتها وبين مملكة فرعون في مصر للقضاء على اللصوص وقطاع الطرق والمتمردين وكان التوقيع في آخر كل رسالة طينية "سيدة اللبوات".

اللبؤة في الدين الاسلامي

كتب الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي كتابًا كاملًا عن السيدة فاطمة بنت حزام الكُلَّابيَّة المعروفة باسم "أم البنين" وهي زوجة علي بن أبي طالب التي تزوَّجها بعد موت فاطمة الزهراء، وكان اسم الكتاب "لبوة العرين وأشبال أم البنين" [4] وهو كتاب يتناول حياة فاطمة الكلابية ويتناول شعرها وصبرها على استشهاد أبنائها الأربعة فيصفها الكاتب ب"اللبؤة".

المصادر

  1. مقال السبب الخفي وراء اعتبار "لبوة" لفظًا خارجًا في مجتمعاتنا على موقع العرب اليوم
  2. http:// www.za2ed18.com/بالفيديو-هكذا-يشتم-المصريون/
  3. https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%A9/ تعريف و معنى لبوة في معجم المعاني الجامع
  4. كتاب لبوة العرين وأشبال أم البنين على موقع جوجل بوكس