الجنس الآخر

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجنس الآخر
الجنس الآخر الجزء الأول.pdf
النوع فكري
السنة 2015
الناشر دار الرحبة للنشر
الدولة سوريا
تأليف سيمون دي بوفوار

اللغة العربية
عدد الصفحات 336
موضوع فلسفة نسوية

ترجمة سحر سعيد
لغة الأصل الفرنسية
العنوان الأصلي Le deuxième sexe: I. Les faits et les mythes, II. L'expérience vécue
سنة نشر الأصل 1949
ناشر الأصل Gallimard


نشر الكتاب لأول مرة باللغة العربية عام 1964 بالمكتبة الأهلية ببيروت

الجنس الآخر أو الجنس الثاني (بالفرنسية: Le Deuxième Sexe) كتاب فلسفي، من تأليف الكاتبة والفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار. صدر الكتاب بالفرنسية سنة 1949، واعتبر إحدى الأعمال الرئيسية للفلسفة النسوية، ونقطة انطلاق الموجة النسوية الثانية. انتهت بوفوار من كتابتها لهذا الكتاب في حوالي 14 شهرًا، وكانت تبلغ من العمر حينها 38 عامًا. نشرت دي بوفوار الكتاب في مجلدين ونشرت بعض الفصول الأولى في صحيفة لي تون موديرن.

الكتاب عبارة عن تحليل مفصل حول تاريخ إضطهاد المرأة، ويركز على إجابة سؤالين أساسيين: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه اليوم (أي أن تكون "الآخر")؟ وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ومواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن؟


ملخص محتوى الكتاب الأول

القسم الأول

القسم الأول، تحت عنوان المصير يتكون من ثلاثة فصول. في الفصل الأول المعطيات البيولوجية حللت بوفوار التركيبة البيولوجية لدى المرأة، ودورها في ترسيخ مكانتها كآخر. وناقشت بوفوار بعض الإدعاءات التي فسرت دونية المرأة من خلال مقارنة ذلك مع دونيتها في العملية الجنسية، خلصت بوفوار إلى النتيجة بأن ترسيخ الوظيفة الجنسية للمرأة وكذلك ضعفها الجسدي أصبحا عاملين مهمين في بلورة مكانتها بسبب تذويتها لمكانتها في المبنى الاجتماعي القائم وقبوله كأمر مفروغ منه، لكن، الإدعاء حول الاختلاف البيولوجي بين الرجل والمرأة لايعطي تفسيرا من وجهة نظر بوفوار لتحول المرأة إلى آخر. في الفصل الثاني وجهة نظر التحليل النفسي تتطرق بوفوار إلى تحليل علم النفس لمكانة المرأة، فناقشت المواقف المختلفة لعلماء نفس رجال، والذين ناقشوا المبنى النفسي للمرأة وتطوره بناء على النموذج الذكري، فعقدة الكترا لدى الإناث وفق فرويد مبنية على سبيل المثال على نموذج عقدة أوديب لدى الذكور، لذا، ليس بالإمكان الالتجاء إلى نظريات علم النفس التحليلي لدعم الإدعاء حول الاختلاف بين الجنسين لسبب مهم: أنها تتطرق إلى الذكر، ومايلائم الذكر لايلائم الأنثى بالضرورة. في الفصل الثالث وجهة نظر المادية التاريخية ناقشت بوفوار التحليل المطريالي تاريخي لوضع المرأة. وفق هذا التحليل فإن وضع المرأة المتدني ناتج عن صراع الطبقات، فيصبغ صراع المرأة بالرجل وفق هذا التحليل بالصبغة الطبقية. نقد بوفوار لهذا التحليل ينبع أساسا من رؤيته كسطحي وغير معبر بصدق عما حدث. فمثلا، ادعاء فريدريك أنجلز بأن الانتقال من نمط الحياة المشترك الذي كان مبنيا على العمل الجماعي في المجتمعات البدائية إلى عمل فردي يكون فيه الرجل هو صاحب الأملاك، هذا الإدعاء سطحي ولايشرح لنا من وجهة نظر بوفوار كيف تم استعباد المرأة كما أنه لايشرح العلاقة بين الإنسان والملكية التي هي أساس المؤسسات الاجتماعية. بوفوار توسع نقدها ضد ادعاء انجلز الأساسي: أي المشابهة بين وضع المرأة وبين وضع طبقة العمال. فتشير الكاتبة إلى عدم شرعية هذه المشابهة لسببين رئيسيين: العامل أنتج وعيا ذاتيا يمكنه من التمرد بالسيد. أما المرأة فإنها عاشت مع الرجل، وتتضامن معه، فالمرأة البيضاء تشعر بالقرب من الرجل الأبيض أكثر منه من المرأة السوداء وهلم جرا. السبب الآخر بيولوجي فالمرأة ليست عاملا فقط بل هي أيضا ذات وظيفة إنجابية، وهي وظيفة لاتقل أهمية عن الجانب الإنتاجي لديها، حيث أن إنجاب الأطفال في مرحلة معينة يكون أهم من العمل بالمحراث.

فيديو "اتحليل كتاب سيمون دو بوفوار الجنس الآخر" ترجمة غادة بن عميرة؛ نشر نون العربية

القسم الثاني

القسم الثاني، تحت عنوان تاريخ حللت دي بوفوار وضع المرأة والمرتكز على رؤيا تاريخية. وفق بوفوار، التاريخ وحده كفيل بإعطائنا الإجابات. فتفحص من خلال تاريخ البشرية الموقع الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والقيادي للمرأة، وصولا إلى الحاضر في محاولة منها لإنارته. خلال هذه المراجعة للماضي تثبت بوفوار بأن كل القوى ذات التأثير كانت بيد الرجل، وأن التاريخ تحقق من رؤيته هو وفهمه هو للواقع، بصورة أدت في نهاية المطاف إلى إنتاج المرأة بصورة الآخر المطلق له. وفق تحليلات سيمون دي بوفوار، في بداية الإنسانية، حيث كانت القبائل متنقلة، عمل الرجل والمرأة سوية. أيام الطمث والحمل صعبت على المرأة في أخذ دور أكثر فاعلية. الرجل اكتسب أهمية أكبر في مرحلة لاحقة بسبب عمله في الصيد ومواجهته المخاطر. مواجهة المخاطر اعتبرت في نظر المجتمعات البدائية إحدى الأمور التي تعطي الأفضلية للفرد، وهو مالم تستطع المرأة القيام به بسبب انهماكها في الحمل (إذ انعدمت في تلك الفترة موانع الحمل والخ). في المقابل، بسبب القيمة المنخفضة للحياة البشرية، لم يعتبر انجاب الأطفال عملا ذو أفضلية. وفق النتيجة التي توصلت إليها بوفوار، الجنس البشري لايعطي الأفضلية للجنس الذي ينجب بل للجنس الذي يقتل. في محاولة من الرجل للحفاظ على الامتيازات التي حصل عليها، أنتج مجإلا أنثويا ومجالا ذكوريا. لكن، في هذه المرحلة لم تكن فوقية الرجل ملموسة ومؤسسة كما حدث لاحقا، لدى استيطان هذه القبائل في أماكن ثابته. الاستيطان في أماكن ثابته حول هذه القبائل (بسبب تغير طريقة حياتها) إلى قبائل زراعية. لدى هذه القبائل الاستيطانية تغيرت النظرة إلى الولادة فأصبحت ايجابية: هذه القبائل أصبحت تقدس الآباء القدامى وتصبوا للاستمرارية. لذا، المرأة أصبحت ذات وظيفة مهمة، فعن طريقها تحافظ القبيلة على استمراريتها. النظرة إلى المرأة باتت تعتريها مسحة من التقديس، فصورت الآلهة على إنها من الإناث. الرجل، بسبب عدم تقيده كالمرأة بمسائل الإنجاب وبسبب قوته الجسدية طور أدوات العمل الزراعية، ومن ثم جلب العبيد ليعملوا بالأرض التي وسع نفوذه فيها، فيما انحصرت مملكة المرأة رويدا رويدا في البيت. مع حصول الرجل على الأملاك تحولت المرأة إلى ملك له. ومع ظهور الأملاك، انهار منصبها وارتبط تاريخها بالأملاك الشخصية وبالإرث التي تعطي القيمة لمالكها، القوة والسلطة. فأصبح الأطفال، الأراضي، المال والخ كلها أمور تابعة للرجل. وهنا نشأت المؤسسات الذكورية الأبوية بحيث تكون الأنثى ملكا للرجل- الأب، الأخ، الزوج.

في تتمة الفصل حللت بوفوار واقع المرأة مرورا بالحضارة اليونانية والرومانية والعصور الوسطى، مرورا بالثورة الفرنسية ووصولا إلى النصف الأول من القرن العشرين، بناء على هذا المبنى من علاقات القوة الذي نشأ بين الجنسين، بحيث أن هذه المجتمعات عملت على الأغلب على ترسيخ هذا المبنى.

القسم الثالث

في القسم الثالث، تحت عنوان أساطير، تتطرق دي بوفوار إلى أساطير مختلفة حول المرأة ترمي إلى اختزالها واحتواء الحقيقة الوحيدة للمرأة، بحيث تصبح الأسطورة هي الواقع، والمرأة التي لاتتوفر فيها شروط الأسطورة (مثلا أسطورة عدم طهارة المرأة وقت الطمث) هي إنسانة شاذة، فلا يتم النظر إلى الأسطورة على أنها هي الخطأ. أهمية هذه الأساطير وفق بوفوار أنها تعطي الشرعية لكل الأفضليات والامتيازات التي حصل عليها الرجل. كما أن هذه الأساطير تزيل الشعور بالذنب عن الرجل حيث أنها تبرر مصير المرأة بإرادة الطبيعة، وهكذا يتم استلاب حقوق المرأة والتعامل معها كجارية أو حتى حيوان نقل. أسطورة "الغموض" هي أكثر الأساطير انتشارا لدى الرجال، وعن طريق هذه الأسطورة يقومون بتفسير كل تصرف مبهم وغير مفهوم لديهم الناتج عن تصرف معين لامرأة. وبذلك ينتجون المرأة بصورة الآخر المطلق لهم.

ردود الفعل الفرنسية

عند نشر الكتاب عام 1949، بيع حوالي 22،000 نسخة من الكتاب الأول. فرنسا في ذلك الوقت كانت تحت تأثير الإحتلال الألماني وأيدولوجيا فيشي المعادية للمرأة، وكانت الكنيسة الكاثوليكية والحزب الشيوعي يعارضا التحرر الجنسي وتحديد النسل. وفي ذلك الوقت، كانت قد تمكنت نساء فرنسا من نزع حقهن في التصويت عام 1944، لكن كان الإجهاض قصدي وتحديد النسل غير قانونيين. كما لم يكن يسمح للمرأة العمل بدون إذن زوجها. وبالتالي، ففي هذه الظروف، أثار الكتاب جدلًا واسعًا عند نشره وصدم الكثيرين. حتى أن الفليسوف الفرنسي "ألبير كامو" أتهم بوفوار بتصوير الرجل الفرنسي بشكل مثير للضحك. كما تم وضع الكتاب في الفاتيكان على قائمة الكتب المحرّمة، قبل أن يتم إلغاء هذه القائمة عام 1966.

الترجمة العربية للكتاب

قام لجنة من أساتذة جامعيين بترجمة نسخة مختصرة للكتاب. وفي عام 2015 قامت "سحر سعيد" بترجمة النسخة الكاملة من الكتاب، ونشرته "دار الرحبة" في جزئين.

مقالات وأوراق

طالعوا كذلك

مراجع