الفراغ العريض

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الفراغ العريض
غلاف رواية "الفراغ العريض".jpg
النوع رواية
السنة 1970
الناشر المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون
الدولة السودان
تأليف ملكة الدار محمد عبد الله

اللغة العربية
عدد الصفحات 200

الفراغ العريض هي الرواية الأولى والأخيرة للكاتبة السودانية ملكة الدار محمد عبد الله، كُتبت في النصف الأول من خمسينيات القرن العشرين ولم تطبع إلا سنة 1970، بعد وفاة الكاتبة سنة 1969. صدرت الرواية عن المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون في السودان، وتُعتبر أول رواية تكتبها سيدة سودانية، وتُناقش الواقع الاجتماعي في السودان في تلك الحقبة الزمنية وتتناول القمع الذي تتعرض له النساء في المجتمع السوداني. وتعد الرواية جريئة بالنسبة لزمنها ولعمق القضايا التي تطرحها.

نبذة عن الرواية

صورت رواية "الفراغ العريض" حياة المرأة السودانية المتعلمة وغير المتعلمة والتحولات التي حدثت في المجتمع السوداني في حقبة ما قبل الاستقلال وأيام الحرب العالمية الثانية. وتدخلنا الرواية بتفاصيلها إلى داخل البيت السوداني ودور المرأة التقليدي داخله حيث تنهمك في أداء الواجبات المنزلية، كما تصور مدى القمع الذكوري على النساء في تلك الفترة[1].

وتقول د.ناهد محمد الحسن في مقال لها يحلل مضامين الرواية:

"كشفت هذه الرواية بدقّة بنية الذكورة في المجتمع السوداني.. من هو الرجل ومن هي المرأة.. كما أوضحت عناصر تغيّر النزعات الذكورية في المجتمع في تلك الفترة.. فحين تتعارض الاحتياجات الاقتصادية مع بنية الذكورة تنهزم الذكورة.."[2].

محتوى الرواية

تسائل الرواية فكرة غياب الرجل عن الأسرة، والعذر الذي يلتمسه المجتمع لهذا الغياب كونه غائب بحثًا عن الرزق، وكيف أن المرأة في المجتمع السوداني تظل بحاجة وجود رجل حامي لتستطيع العيش بسلام حتى وإن كانت مستقلة ماديًا وقادرة على العيش وحدها. في الرواية تضطر البطلة منى للرحيل مع والدتها وجدها لأم درمان لتعيش مع عائلة والدها، وتحديدًا أسرة عمهّا وأبنائه، بالإضافة إلى زوجة عمّها الآخر التي تركها زوجها لتخدم والديه وتزوج بأخرى ورحل لأنها لم تتمكن من الإنجاب. وإلى جوار بيت عمّها تتعرض منى مع بنات عمها سارة وسعاد إلى بطش أخيهما سيّد، الفتى الذي لم يتجاوز 17 ربيعًا لكن لديه السيطرة المطلقة عليهن ويحتل المكانة الأولى لدى العائلة. وتعرض الرواية كيف يكتشف سيّد علاقة أخته سارة بصديق له وكيف يضربها ضربًا مبرحًا ويعاقبها بحرمانها من حلمها بدخول كلية المعلّمات، ويظهر ذلك في حديث الجدة "إنّ سيّدا أعطى كلمة رجل، وهي أنّه لو التحقت سارّة بالمعهد أو بأيّ مدرسة بعد اليوم ليخرجن من هذه الديار ويقطع كلّ صلة له بهذه المدينة، ومن أنتن حتى نضحّي بسيّد من أجل إرضائكن؟! إنكن مجتمعات لا تساوين قلامة من ظفره".

يأتي عنوان الرواية الفراغ العريض ليصوّر الفراغ الذي تعيش فيه بنات ونساء السودان؛ وثرثراتهن الفارغة، وأوقاتهن الفارغة دول تعليم وعمل، والقضايا الواقعية التي يعشنها من حرمان وقمع وعنف. وتعرض الرواية لحياة النساء في المنزل فتقول: "هذي عليها الديوان تنظفه وترتب فرشه وتملأ جراره، وتلك عليها الحوش تكنسه والأزيار تملؤها، والثانية تعد الشاي والقهوة وتحملها إلى من بالدار. والأواني تغسلها، وتقوم بترتيبها، واذا فرغن من ذلك اجتمعن على ملابس سيد وملابسهن يغسلنها ويرتبنها".

ثم تظهر الرواية كيف أن تدهور الأوضاع المادية ساعد في منح بعض الفرص للنساء بالتعليم والعمل، وأن ذلك جاء أيضًا بدفع من الإنجليز، فالمشرفة الإنجليزية كانت تدور على المدن السودانية وتختار فتيات من الأسر الفقيرة لترسلهم للتعليم والعمل كمعلمات وممرضات. وتظهر الرواية التناقض في الموقف الذكوري من تعليم وعمل النساء، أو ما يمكن تسميته بالانتهازية الذكورية، فحين تساهم المرأة في تحمل الأعباء الاقتصادية، يصبح عملها مسموحًا. من هنا أصبحت منى معلمة، وراقبت المجتمع من حولها ونقلته للقراء.

يمكن مشاهدة البرنامج الحواري التالي "الوراق" ولقاء مع الكاتبة السودانية والباحثة فاطمة سالم في نقاش حول كتاب الفراغ العريض وتحليل قضاياه وشخصياته


مراجع

مصادر