شيرين أبو عاقلة - في بعض الغياب حضور أكبر

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

"مقال صحفي" is not in the list (أطروحة أكاديمية, إعلان مبادئ, بيان, تدوينة, تقرير صحفي, تقرير, حوار صحفي, خبر, دليل تدريبي, رسالة, ...) of allowed values for the "نوع الوثيقة" property.

Circle-icons-document.svg
مقال صحفي
تأليف فرح أقبيق
تحرير غير معيّن
المصدر درج
اللغة العربية
تاريخ النشر 2022-05-16
مسار الاسترجاع https://daraj.media/90804/
تاريخ الاسترجاع 2024-03-24



قد توجد وثائق أخرى مصدرها درج



كنت في الحافلة في طريقي إلى العمل… بينما ترددت أصداء قناة “الجزيرة” على مسامعي. التقطت صحيفة “مترو” البريطانية وقلبت صفحة تلو الأخرى، بحثاً عن اسمها، أو عن أي شيء حول تلك الفاجعة. بحثت عن أي شيء يوحي بتقدير تلك المرأة التي وهبت 25 عاماً من حياتها لمهنة الصحافة، وعملت ليل نهار لنقل معاناة شعبها وقضيته. الشعب الفلسطيني. ولكن من الواضح أن قدم كولين روني كانت لها الأولوية، فقد ملأت صورتها عدداً هائلاً من أغلفة الصحف. ترجّلت من الحافلة وتوقفت أمام محل لبيع الصحف، وألقيت نظرة مجدداً على الصفحات الأولى. ولم أجد أي شيء. وصعقت من تناول وسائل الإعلام الغربية لهذه المأساة.

اسمها شيرين أبو عاقلة.

استعرضت صفحات صحيفة “مترو”، فوجدتها تتحدث عن “أبطال ماريوبول”… ذلك التعاطف الذي ما فتئ يسلط الضوء على الوضع الأوكراني، مثل الأضواء الغامرة- عن حق- ولكن أين كانت تلك الأضواء نفسها عندما كانت روسيا تقصف سوريا، أو عندما كانت إسرائيل تقصف غزة؟

“هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا. هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض البشرة. إنهم يشبهوننا للغاية”، هذه كانت الكلمات ذاتها التي صاغتها الصحافة الحديثة على لسان مراسلة قناة NBC الأميركية أثناء تغطيتها لأحداث الحرب الحاصلة في أوكرانيا.

هم ونحن.

أليست هذه هي الخطابات العنصرية التي تبناها المتعصبون البيض في الآونة الأخيرة والتي خدعنا أنفسنا جميعاً مُدعين أنها انتهت منذ فترة طويلة؟ فقد عادت المبادرات الاستعمارية الغابرة لتعلن أننا مختلفون، وأن اللاجئين أو الحروب يمكن إعطاؤها الأولوية اعتماداً على الموقع الجغرافي ومستويات الميلانين في البشرة.

فإذا عدنا بالتاريخ إلى الحرب العالمية الثانية حين وصف النازيون الشعب اليهودي بأنهم غير آدميين أو مادون البشر. واشاروا إليهم بالفئران، في محاولة لتجريد شعب بأسره من إنسانيته لجعل إبادتهم مبررة.

وبالعودة إلى الوقت الحاضر، نجد أن كاتبة العمود في الصحف الصفر، كاتي هوبكنس، تصف اللاجئين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، بقولها:

“صدقني، هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين مثل الصراصير. ربما يشبهون قليلاً بوب غيلدوف قادمين من إثيوبيا حوالي عام 1984، لكنهم خلقوا قادرين على النجاة من قنبلة نووية. إنهم ناجون”.

ولا أحتاج إلى الخوض في الحديث حول سياسة الترحاب التي استقبل بها اللاجئين الأوكرانيين في المقابل.

وعندما تعهدت جيجي حديد بالتبرع بالأرباح التي حصّلتها خلال شهر الموضة لإغاثة الشعب الأوكراني والفلسطيني، “لمساعدة أولئك الذين يعانون من حرب أوكرانيا، وكذلك الاستمرار في دعم أولئك الذين يعانون من نفس الشيء في فلسطين”.

يبدو أن ذلك اعتبر مُعادياً للسامية، واتُهمت بأنها “تأجج نيران معاداة السامية”. بينما سارعت مجلة “فوغ” بلا خجل إلى حذف اسم فلسطين من منشورها على “إنستغرام”.

وفي حين فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” غرامات مالية مرتين على مشجعي نادي سيلتيك الأسكتلندي بسبب رفع جماهيره الأعلام الفلسطينية في مباريات دوري الأبطال، لم يهتز لأحد جفن من العدد الهائل من الأعلام الأوكرانية.

وعندما تصدى لاعب الاسكواش المصري علي فرج الذي ندد بسلوك وسائل الإعلام الغربية عندما يتعلق الأمر باستخدام الرياضة كمنصة لتسليط الضوء على السياسة.