وثيقة:بعد أحداث التحرش الجنسي بالستات – فضفضة

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
تدوينة
تأليف سلمى سعيد
تحرير غير معيّن
المصدر قطر الندى
اللغة العربية
تاريخ النشر 2006-10-26
مسار الاسترجاع https://atralnada.wordpress.com/2006/10/26/speakup/
تاريخ الاسترجاع 2018-08-15
نسخة أرشيفية http://archive.is/Zie3H


نشرت هذه التدوينة عقب حادثة السعار الجنسي في مصر في 2006.



قد توجد وثائق أخرى مصدرها قطر الندى



زي كل يوم, صحيت الصبح أفتح الكومبيوتر عشان أقرأ الجديد في المدونات, مكنتش لسه عرفت حاجة عن اللي حصل في الستات و البنات في وسط البلد و قريت اللي عند مالك , مقدرش أقول أني أتصدمت بس في نفس الوقت أتوجعت قوي, حسيت بالقرف الشديد, أتوجعت لأني حتى لو مكنتش موجودة اليوم ده فأنا كنت موجودة فأيام تانية كتير

أنا و البنات اللي نازلين يتفسحوا في العيد في وسط البلد أو الصحفيات و الناشطات السياسين اللي نازلين مظاهرة أو مؤتمر و أي بنت أو ست عايشة في البلد دي و بتمشي في شوارعها و تركب مواصلاتها اتعرضتا لتحرش جنسي.

باشتم و أتف و أجري و أصرخ و ممكن ألطش بالأقلام, و بطنش و أنفض و أقول لنفسي مش هبوظ يومي أو خروجتي,و ساعات كمان بأتخض و أعيط

كنت بحاول دايما أقنع نفسي أني أقوى! مش هخليهم يكسروني ولا هتهز ولا هاتذل! ولا هاتعقد لمى أكبر! كنت باحكي دايما!على طول باحكي! باحكي لأصحابي و لأهلي و الولاد اللي أعرفهم , و دايما كنت بحس أحساس أفضل لمى أحكي عن اللي حصل

معظم البنات مبيحكوش. بيخافوا بيتكسفوا أو يمكن مبيحبوش يفتكروا الذكريات دي بيفضلوا ينسوها! بس للأسف هي مش بتتنسي! و في النهاية معظم البنات بيعيشوا شايلين الذكريات دي لوحدهم و الدليل على كدة ان معظم الرجالة أو الولاد بيتصدموا جدا لمى يعرفوا أن ده بيحصل أو بيلوموا البنت على لبسها أو طريقة مشيتها

من هنا فكرت أستغل الفرصة دي و أبتدي حلقة فضفضة, نحكي فيها و نفكر سوا في حلول

و هبتدي أحكي أنا عن تجاربي اللي مبتتنسيش, من وأنا عندي 7 سنين, عيلة بضفيرتين بالعب في الشارع مع بنت صاحب الأجزخانة,في الصيف لمى بنعطش كنا بندخل جوه الاجزخانة نشرب ماية ساقعة من التلاجة و نرجع نجري تاني و نطنطط, مرة رحت أشرب لوحدي ماكنتش صاحبيتي عطشانة أستاذنت الدكتور اللي كان ةاقف ساعتها في الأجزخانة و دخات جوة عند التلاجة أشرب لما جيت أطلع دخل ورايا و زنقني في الحيطة! مش فاكرة كا التفاصيل بس فاكرة أنه لمسني و مسك أيدي و حطها على بتاعه, فاكرة ريحته و فاكرة أني كنت بفلفص و مش عارفة أجري منه لأنه تقييل, و لمى مشيت طلعت جري و حكيت لأمي و أبويا,. و أبويا نزل بهدل الراجل.

من وأنا عندي 13 سنة و تقريبا لحد من سنتين مخلصتش من التقفيش صدري و رجلي وايدايا و الكلام الوسخ و التلزيق في المواصلات و الرجالة اللي تقعد ورايا في الأوتوبيس عشان يدخل أيده من أي فتحه في الكرسي عشان يلمسني أو اللي بيعمل نفسه عايز يقفل الأزاز عشان يلمس صدري و لا سواقين التاكسي اللي بيضربه عشرة و أنا راكبة التاكسي أو دول اللي بيقولولي “مصيلي”

بالأضافة طبعا للعيال بتوع المدارس اللي بيبقوا عاملين حفلة على البنات في الشارع: مره و أنا في تالتة أعدادي أتلم عليا يجي8 عيال في 6 ابتدائي مسلا معاهم عصيان طويلة و قعدوا يخبطوني بالعصيان و يلمسوني بيها و يحاولوا يدخلوها فيا ,كنت فعلا محتاسة و محدش بيعمل حاجة ,قعدت أقولهم عيب و بعدين أمسك العصيان من واحد فالتاني ياخد فرصته لغايط مقلعت الشنطة بتاعتي و قعدت أضربهم بيها و أصوت فيهم و جريت!قعدت اجري لغايط موصلت بيتنا, كانت أيدي أتعورت من العصيان وقعدت أعيط!

ده طبعا غير التزنيق بالعربيات و الواحد ماشي و الكلام الوسخ المقرف اللي بسمعه “خدي حطي ده فكسك يا شرموطه”

و بعد كل ده بقى الحل أني أنزل الشارع و أنا مستعدة للأيدين اللي بتتمد. أنزل مكشرة عن أنيابي مستعدة للخناق و الشتيمه و الجري و الأهانة,

عمري ماحسيت ان الشارع ده بتاعي, الشارع ده بتاع الرجالة و أنا دخيلة و مدام أنا ماشيه فيه يبقى أستاهل اللي بيجرالي و لازم “أسكت و أبطل فضايح” زي ما معظم الناس المحترمة اللي في الشارع ما بيقولولي لمى استنجد بيهم أو يسمعوني بزعق و بشتم حد, خلاص بطلت أنزل الشارع أتمشى و أستمتع بالفرجة على المحلات أو الناس, مينفعشي أمشي 5 دقايق من غير لمى افكر مين ماشي ورايا و مين ماشي قدامي , و طبعا لو ملحقتش عربية السيدات في المترو يبقى هستنى المترو اللي بعده و مستحيل أركب عربية فيها رجالة.

وصلت لبعض حلول تقلل السخافات و المعاكسات بس لسة عمري ماهحس بالأمان بالرغم أني بقيت ماشية بسيلف ديفينس و نفسي نشارك بعضنا في الفضفضة و التفكير في حلول عملية لأني مش قادرة أقتنع أن الحل الوحيد هو أني أمشي أخصي في الرجالة

تحديث : شكراً جدا لكل البنات و الستات اللي ردوا و كتبوا و حكوا عن تجاربهم المؤلمة, كنت خلاص هفقد الأمل في أن حد يساعدني, شكرا لمالك لطرحه الفكرة مرة تانية عنده.