لوم الضحية

من ويكي الجندر
(بالتحويل من Victim blaming)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

لوم الضحية أو لوم الناجي(ة) (بالإنجليزية: Victim blaming) هو تحميل الأشخاص المتضررات/ين من أي جريمة المسؤولية كليًا أو جزئيًا عن الحادث الذي وقع لهم. يوجد ميل في عدة مجتمعات - شرقية وغربية - للوم الناجيات من الإغتصاب و التحرش الجنسي أكثر من لوم المتضررين من جرائم أخرى، كالسرقة على سبيل المثال. وغالبًا ما تدين خطابات لوم الضحية النساء وتحملهن مسئولية الاعتداء عليهن "إما بسبب الملبس أو مواعيد التواجد في المجال العام أو حتى مجرد التواجد في هذا المجال العام"[1].

أصل المصطلح

استخدم العالم النفسي، ويليام ريان، مصطلح "لوم الضحية" لأول مرة عام 1971، في كتابه لوم الضحية. أشار ريان في كتابه أن لوم الضحية هي أيدولوجيا تُستخدم لتبرير العنصرية والظلم الاجتماعي ضد العرق الأسود في الولايات المتحدة. وبرغم شهرة المصطلح بعد استخدام ريان له، إلا أن العديد من الكُتَّاب استخدموا المصطلح قبل ذلك، مثل الفيلسوف الألماني ثيودور أدورنو، الذي عرّف المصطلح على أنه "إحدى أبرز الصفات الفاسدة في الشخصية الفاشستية."

ومع أن مصطلح "لوم الضحية" كان ومازال يستخدم، إلا أن توصيات أسس التعامل مع المُعرّضين للعنف، تشير إلى ضرورة استخدام مصطلح ناجية عند الإشارة إلى متلقيات جرائم العنف، وبالتالي، يتستخدم العديد من المنظّمات النسوية والحقوقية مصطلح "لوم الناجية" بدلًا من "لوم الضحية".

تعريف المصطلح

يعرف مركز المصدر الكندي لضحايا الجرائم لوم الناجية على انها:

فعل يحدث عند تحميل ضحايا إحدى الجرائم المسؤولية - الكاملة أو الجزئية - للجريمة التي حدثت في حقهم. يمكن لهذا اللوم أن يظهر في ردود الفعل السلبية لمسؤولين القانون أو الطب أو الصحة النفسية، كما يمكن أن يظهر في الإعلام أو من أفراد العائلة والأشخاص المقربين للضحية ... ونتيجة للوم الضحايا، يصبح من الصعب عليهم التغلب على ما أصابهم.[2]

لوم الناجية والاعتداءات الجنسية

تتجلى ظاهرة لوم الناجيات بشكل كبير في حالات الاعتداءات الجنسية، حيث تُلام الناجية من الاعتداء بدعوى أن ملابسها كانت "مثيرة" أو "كاشفة" أو "غير محتشمة". وفي العديد من الدول، عندما يتم التحقيق في قضية اعتداء جنسي، يهتم المسؤولون بطبيعة ملابس الفتاة أو اسلوب حياتها أو خلفيتها الجنسية، اكثر من اهتمامهم بالمجرم وتفاصيل الحادثة نفسها، فتتحول الناجية إلى مجرمة متهمة.

وفي الناحية الأخرى، يُحيط بالمجرم الرجل العديد من الخرافات حول دوافع جريمته، مثل ان الرجل "بطبيعته" كائن ضعيف، ولا يستطيع "منع نفسه" عندما يستثار جنسيًا.

لوم الناجبة في القانون

في نهايات القرن العشرين، قدمت كندا والولايات المتحدة وأستراليا قانون حماية حقوق المغتصبات Rape Shield law، والذي يعطي الناجية الأمان الكامل خلال محاكمة الجاني. كما يمنع القانون سؤال الدفاع للناجيات أي أسئلة حول تاريخهم الجنسي.

ثقافة لوم الناجيات في مصر والمجتمعات العربية

صورة توضح ثقافة "لوم الضحية" في المجتمع العربي: مش هتقدري تمنعيهم، لكن تقدري تحمي نفسك. اللي خلقك أدرى بمصلحتك

بالرغم من أن حوادث التحرش والاعتداءات الجنسية في مصر والمجتمع العربي لا تقتصر على الفتيات "غير المحتشمات"، بل يتعرض لها جميع النساء، باختلاف أعمارهن ودياناتهن وأشكالهن، إلا أن رد الفعل الأوّلي الجماعي لكل حادثة تحرش أو إعتداء جنسي يمكن إختصاره في سؤالين:

  • ما الذي كانت ترتديه الفتاة؟
  • ما الذي كانت تفعله هناك؟ (ويضاف إليها أحيانا "في هذه الساعة؟")

كما يستخدم بعض رجال الدين مفهوم ترهيب المرأة وتحميلها مسؤولية العنف ضدها وحثها على الاحتشام وارتداء الحجاب لـ"تحمي" نفسها من المتحرشين والمغتصبين.

أبرز مواقف لوم الناجيات في مصر

في 17 ديسمبر عام 2011، تم ضرب وسحل وتعرية إحدى المتظاهرات، والتي أُطلق عليها بعد ذلك "ست البنات"، في أحداث مجلس الوزراء، وكان رد فعل خالد عبد الله، أحد الدعاة السلفيين ومقدم برنامج على قناة الناس، هو لوم الفتاة، وعلّق قائلًا: "إيه اللي وداها هناك؟! وإزاي لابسة عباية بكباسين؟!".[3]

وفي عام 2014، وقعت حادثة التحرش الجماعي بإحدى الطالبات في جامعة القاهرة، وألقى رئيس الجامعة، جابر نصار، باللوم على الفتاة الناجية، قائلًا: إن "الفتاة التي تم التحرش بها، تبين أنها دخلت من أبواب الجامعة وهي ترتدي عباءة، ثم خلعتها وظهرت بملابس غير لائقة"، مؤكدًا أن الجامعة "لا تسمح بدخول الطلاب بملابس خارجة عن المألوف، ومتنافية مع الأعراف والتقاليد."[4]

وفي حادثة التحرش الجماعي بفتاة الشرقية 2017، هاجم ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، ناجية التحرش، ووصفها بـ"المجرمة"، و"الكاسية العارية"، واتهمها بأنها "فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها". وأضاف: "مُظاهَرَةٌ تبدو بالمئات من الشباب، يلهثون وراء فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها، كلهم يريد أن يفتك بها. مع أن كل عاقل -فضلًا عن مسلم متدين بدين الإسلام- يجزم أن الجريمة مُشتَرَكة، بين المجرمين المعتدين باللفظ واليد ولو أمكنهم ما هو أكثر من ذلك لفعلوا، وبين المُجْرِمَة التى ارتدت الثياب المحرمة."[5]

نتائج لوم الناجية

يمكن للوم الناجية أن ينتج عنه آثار سلبية وخطيرة على الناجية البريئة والتي تم تحميلها مسؤولية الجريمة التي وقعت عليها. أحد أبرز هذه النتائج، هي إمتناع النساء عن تقديم أي بلاغات ضد المجرم، لعلمها أنه غالبًا لن يصدقها احدا، وسيقع عليها اللوم في النهاية. كما يلعب لوم الناجية دورًا أساسيًا في التأثير على الفتاة نفسًيا بشكل سلبي. وأشارت أنجوا هوريا Anju Hurria، الطبيبة النفسية بجامعة كاليفورنيا، إلى أن لوم الناجية يعتبر "صدمة ثانية" أو "اعتداء ثان"، وغالبًا ما يسبب تفاقم اضطراب مابعد الصدمة، لإن الناجيات في هذه الحالة يتعاملن مع اعتدائين مختلفين. وأضافت هوريا أن لوم الناجية يزيد من أعراض القلق والشعور بالعار، مما يجعل الضحية تشعر بصعوبة للتواصل مع من حولها مما يقف عائقُا أمام تعافيها. [6]

وثائق عن لوم الضحية

مراجع

مصادر


تمييز جنسي
تصنيفات تمييز جنسي صفحات [[آسفة أرفض الطلاق]] – [[الآنسة حنفي]] – [[آه من حواء]] – [[أريد حلا]] – [[الأستاذة فاطمة]] – [[امتياز ذكوري]] – [[البنات عايزة إيه]] – [[تشييء جنسي]] – [[تعميم المنظور الذكوري]] – [[تمييز جنسي]] – [[تمييز جنسي في التعليم]] – [[حالة تسلل]] – [[حظر النقاب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في 2017]] – [[الساحرات والقابلات والممرضات: تاريخ النساء المداويات]] – [[سياسات منحازة للنوع الاجتماعي]] – [[عيب يا لولو.. يا لولو عيب]] – [[اللغز الأنثوي]] – [[للرجال فقط]] – [[لوح المسبار بيونير]] – [[لوم الضحية]] – [[مجتمع ذكوري]] – [[محاكمة منى مجدي سليم بسبب ارتداء بنطال في السودان في 2018]] – [[ميسوجينية]] – [[النشاط الاقتصادي الحضري للنساء في مصر الإسلامية]] – [[نظام أبوي]] – [[نظام ولاية الرجل]]
تمييز على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسية والجندريةتمييز لصالح المغايرين جنسيًاعنف ضد المرأة