وثيقة:الاغتيال

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
تأليف كريمة كمال
تحرير غير معيّن
المصدر المصري اليوم
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-12-17
مسار الاسترجاع https://www.almasryalyoum.com/news/details/2189166
تاريخ الاسترجاع 2021-01-17
نسخة أرشيفية https://archive.is/qFNX9


كتبت عائدة الكاشف ردًا على هذه المقالة تحت عنوان وثيقة:شهادات الانتهاكات الجنسية: أي مؤامرة وأي اغتيال؟؛ نشر مدى مصر



قد توجد وثائق أخرى مصدرها المصري اليوم


انتهى مهرجان القاهرة السينمائى ولم تنتهِ الضجة التى أثيرت خلاله على مواقع التواصل الاجتماعى حول اتهام مخرج سينمائى يُعرض له فيلم فى المهرجان بالتحرش.. فقد نشرت مدونة عدة شهادات لفتيات يشتكين من أن المخرج قد تعدى عليهن جنسيًا ويكتبن شهاداتهن حول حقيقة ما حدث من وجهة نظرهن.. ومن المهم هنا أن نركز على أن هذه الشهادات من وجهة نظرهن، أى أن هذا هو تصورهن عما حدث وليس حقيقة ما حدث، فأى حالة تحرش تحدث ما بين رجل وامرأة على انفراد فلا وجود لأدلة ولا شهود هى كلمتها ضد كلمته، وليس معنى هذا أن من تكتب شهادتها تكذب، ولكن قد يكون هذا هو تصورها عما حدث، وقد يختلف هذا التصور عن حقيقة ما حدث، فأى اقتراب عاطفى أو جنسى يكون فيه عرض وقبول، وقد يكون هناك من ناحيتها ما فسر على أنه قبول من ناحيته فتحرك على هذا الأساس، بينما قد تكون هى داخليا غير راضية عما تطور إليه الأمر، خاصة أن هذه الشهادات التى تضمنتها المدونة جاء فى شهادة إحداهن أنها قالت له أوكيه على طلبه أن يقبلها، وأخرى جلست معه تحتسى الخمر والمخدرات حتى فقدت الوعى وفوجئت عندما أفاقت أنه مارس معها الجنس.. أليست جلسة من هذا النوع تعنى بالضرورة الرضاء؟!.

ما أريد أن أقوله إنه ربما كان هناك تصور مختلف لديه عن التصور لديهن عندما وقعت هذه الواقعة، ومن هنا وجب التحقيق فى هذه الوقائع قبل القفز للإدانة.. المشكلة هنا أن الإدانة، بل الاغتيال المعنوى، كان جاهزًا، وتم الهجوم على المخرج والمطالبة بمنع فيلمه من العرض فى المهرجان، وظلت الهجمة مثارة طوال أيام المهرجان، حيث طالبوا بمنع إقامة الندوة الخاصة بفيلمه، واضطرت إدارة المهرجان لإلغاء الندوة خوفًا من أن تتحول إلى مشاجرة ووصلة فضح.. بل إنه بعد انتهاء المهرجان وتوزيع الجوائز تسربت أخبار بأن الفيلم كان حائزًا على جائزتين، لكن تم استبعادهما نتيجة لهذه الضجة.. أنا أريد أن أوضح أننى لا أعرف إن كان هذا المخرج مذنبًا أم بريئًا، لكننى أعرف شيئًا واحدًا، وهو أن من حقه أن يجرى تحقيقًا، وأن يدافع عن نفسه، فلا يستقيم أن نعدم أحدًا معنويًا دون أن نتيح له أن يدافع عن نفسه.. المشكلة هنا أن الاتهام وجه، والإدانة تمت، والاغتيال نفذ دون أى تحقق أو تحقيق، بل إن المدافعات عن صاحبات الشهادات أعلنّ أنهن سوف «نمرمط بيهم الأرض» لكل من يدافع عنه، كما قالت إحدى المعلقات على الشهادات، وهذه فاشية وإرهاب، فكما أن من حقهن أن يعلنّ شهاداتهن ضده فمن حقه أن يدافع عن نفسه، ومن حق أى أحد أن يدافع عنه.. أنا أتحيز بشدة لإعلان من يتم التحرش بها عما حدث معها، فأنا ضد أى متحرش، لكن ليس معنى هذا ألا نعترف بحقوق الطرف الذى يوجه له الاتهام.. ومن هنا جاءت أهمية التحقيق فى مثل هذه الوقائع.. يجب ألا تدفعنا حماستنا ضد التحرش إلى إهدار الحقوق لمن يوجه له الاتهام، فهذا يفسد النظرة إلى مثل هذه التحركات ضد التحرش ويحولها إلى اغتيال معنوى دون محاكمة أو تحقيق.. الحماسة للاقتصاص من المتحرشين لا تدفعنا إلى أن نتحول إلى مدعٍ عام وقاضٍ وجلاد فى نفس الوقت، بل يجب أن نعطى الحقوق لأصحابها.. هذه الضجة التى أثيرت لم يكن المقصود بها الحصول على حق من تم التحرش بهن بقدر ما كان المقصود بها هو الاغتيال المعنوى والانتقام من هذا الشخص.. كان مقصودًا الفضح والتشهير والاغتيال.