وثيقة:في ظل التهميش وغياب العدالة

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

شعار مجلة شباك.png
مقالة رأي
تأليف باسم زعبوبة
تحرير غير معيّن
المصدر مجلة شباك
اللغة العربية
تاريخ النشر 2018-05
مسار الاسترجاع https://www.shubbakmag.com/articles/20
تاريخ الاسترجاع 2018-27-10


نُشرت هذه المقالة في العدد 1 من مجلة شباك



قد توجد وثائق أخرى مصدرها مجلة شباك



اعتدت كشخص مثلي يعيش في مصر، التزام الصمت عن ما أتعرض له أنا وأقراني وأصدقائي من مآسي وانتهاكات منذ سنوات. لكن في ال 9 من مارس 2018 تعرضت لموقف قاسي جعلني أتوقف عن الصمت وأشارك التجربة مع الجميع.


تعرضت للسرقة من قبل رجل وثقت به ولكنه قام باستدراجي بعدما التقينا لقاء حميمي أحدى المرات، وقام بخداعي في المرة الثانية التي تقابلنا فيها واصطحبني إلى منزله الواقع في منطقة شعبية تعرف في ثقافتنا بأنها تحتضن العديد من البلطجية ومتعاطي المخدرات وهي المرة الوحيدة التي ذهبت فيها هناك وأعتقد أنها سوف تكون الأخيرة. اعتقدت أنه لا يبنغي أن أتقيد بالأفكار الطبقية السائدة حول هذه المناطق وأن أعطي ذلك الشخص فرصة من منطلق المساواة بين الأفراد.


نتيجة لتهوري وسذاجتي، ذهبت معه لمنزله مفترضا أنه لا يوجد أحد في المنزل كما زعم ولكن بعد أقل من دقيقة قبل أن نخلع ملابسنا طلب مني أن أخلع سروالي فقط، وبعد أن قمت بذلك قام بدفعي جانبا وقال لي أحدهم جاء إلى المنزل! مما أثار رعبي وقام بفصل الكهرباء وخرج قبل أن يعود بعد خمسة دقائق بعد أن سمعته يتحدث مع شخص ما! فقلت له ماذا حدث قال لي أن خاله اقتحم المنزل وقام بسرقة سيجارة حشيش وقال له أن يعلم أنه يختبأ مع شخص لوطي لممارسة الشذوذ معه، قلت له أين هاتفي المحمول، لقد كان على الفراش، لأكتشف أنه أخذه وأنا قابع في الظلام, وقال لي لقد سرقه خاله وفر!

لقد فهمت الآن الألاعيب التي قمت بها لسرقتي ، قال لي خالي دخل وقال أنه قام بتصويرنا ونحن عراة ضحكت ساخرا وقلت له لم نقم بفعل أي شيء، أعطيني هاتفي المحمول ودفعته إلى الحائط فوجدته يحمل سكينا وعندما أشهره في وجهي وقال لي هيا بنا نتبعه للخارج لكي نأخذ منه الهاتف قمت بالنزول لأن الإيماءة حملت تهديد مبطن لي أنه لا يوجد خيار لي إلا النزول وإلا قام بطعني كما شعرت بالخوف من انتظار أصدقائه لي في هذه المنطقة النائية التي لا أعرف فيها أحدا وينتشر فيها البلطجية كما ما رأيت.

قمت بالحصول على رقمه من محل عمله واتصلت به فنعتني ب " الشاذ اللوطي" وأنه بالفعل قام باستدراجي لتلقيني درسا ولكي يحصل على هاتفي وأنه لا يخاف وقال لي " أعلى ما في خيلك أركبه" حتى إذا توجهت للبوليس فأنه سيقول لهم بأني كنت في منزله ومارسنا الجنس، وأنه لا يمتلك هاتفي ، قلت له سأتوجه لإبلاغ الشرطة ومن خلال خاصية التتبع سيجدونك، فسخر مني قائلا أنه من الأفضل أن أشكر ربي أني خرجت سالما دون الأصابة بأي طعنة لأنه فقد صبره معي


هذا البلطجي تصرف بكل اطمئنان لأنه يعلم أني الطرف الأضعف ويعلم أني سأصمت عن ما حدث من أجل عدم التعرض لفضيحة وأنه الأقوى ويتمتع بمزايا أكثر بسبب أسلوبه الذكوري والرجولي.


هذه ليست المرة الأولى التي اتعرض فيها للسرقة والاستغلال. ففي أحدى ليالي الصيف الصاخبة، قمت حضور حفلة عيد ميلاد في عام 2014، وكنت ثملا للغاية لدرجة فقدان الوعي، وقمت بتوقيف أحدى سيارات الأجرة للتوجه لمنزلي، لا أدري الكثير من التفاصيل إلا قيام سائق التاكسي بمغازلتي وأنا ثمل وتحرش جنسيا بي لأني كنت غير واع بما يحدث.. أخذني السائق إلا مكان بعيد وشديد الظلام في ساعة متأخرة في الليل وطلب من النزول من التاكسي ولمس أجزاء من جسدي ثم أدخل يده في جيب السروال وقام بسرقة هاتفي ومحفظتي وقام بالعودة للتاكسي والفرار تاركني وحيدا بلا مال أو هاتف في هذه المنطقة النائية حينها عدت لوعيي وأصبت بخوف شديد استمر لأسابيع من الناس ومن الشراب.

وفي عام 2010 أيضا، في أحدى الحفلات الكبيرة التي قمنا بتنظيمها من أجل عيد ميلاد صديقنا الإيطالي المقرب والذي كان يستأجر شقة مع شابين مصريين ولكنه اتضح أنهم يكرهون المثليين بشدة، فلقد برزت أجواء التوتر بشدة أثناء الحفل وأثناء رقص الشباب المثلي أمامهم، وخاصة عندما تحمس الشباب الراقص تحت تأثير الثمالة وقام بالعناق والتقبيل، مما أثار جنون الشباب المغاير هما وأصدقائهم، نشب خلاف بسبب اختيار الموسيقى واحتد علي أحد الأشخاص وقمت بالرد عليه فحاول صفعي فتدخل صديقان لي فتم صفعهم وتوجيه اللكمات لهم وتدخل صديق آخر لي وأخرجني من المنزل وتم طرد كل الحضور بشكل عنيف وعنصري وتم طرد صديقي الإيطالي من المنزل في اليوم اللاحق للحفل.


ناهيك عن الكمائن التي ينصبها أشخاص مغايريين جنسيا ثم يقومون بسرقة تليفونات وبطاقات ائتمان وأموال المثليين بعد ضربهم وتقييدهم وتهديدهم وتصويرهم لابتزازهم وإجبارهم على التوقيع على شيكات فارغة.

القضية التي تطرقت إليها لا تحدث فقط في مصر، ولكن واقعها يكون أقوى وأصعب إذا كنت تعيش في دولة عربية أو إسلامية أو أفريقية ، حيث أن دول العالم المتقدمة لا تجرم أو تضطهد الفئة المذكورة، فأنه يمكن لأي من يتعرض منهم للسرقة أو الإساءة الجنسية أن يقوم بالإبلاغ عن ما تعرض له للشرطة ولكن الأمر يختلف تماما إذا كنت تعيش في منطقتنا ومن هذا المنطلق، يعاني أفراد مجتمع ال م.م.م.م من الإساءة والاستغلال والانتهاكات الجنسية والجسدية دون أن يتمتعوا بالحق الأساسي في التوجه للشرطة والقضاء للمطالبة بالتعويض عن حقوقهم إلى جانب تعرضهم للوصم والتمييز مما يثبط من عزيمتهم ويدفعهم للاستسلام والشعور بالقهر. اعتداءات جنسية