جنس آمن

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الجنس الآمن(أيضا: الجنس المحمي و جنس أكثر أمانًا) ممارسة تعتمد على مجموعة من السلوكيات والأدوات التي تهدف إلى التقليل من احتمالية انتشار عدوى الأمراض المنقولة جنسيًا من أحد شريكات/شركاء الممارسة الجنسية إلى شريك/ة أو شريكات/شركاء آخرين. (بالإنجليزية: Safe(r) sex)

من المستحيل عمليا تحقيق نسبة حماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا تصل إلى 100% خلال الممارسة الجنسية، ومهما بلغت فعالية وسائل وأدوات الحماية المستخدمة تظل نسبة الخطر موجودة مهما تضاءلت، ولذا فإن استخدام مصطلح "جنس آمن" يفترض (بشكل غير دقيق) وجود حماية مطلقة، والأدق هو استخدام مصطلح مثل جنس أكثر أمانًا safer sex بدلا من جنس آمن.

التحول التاريخي في مفهوم الجنس الآمن

تميل كثير من المصادر المفتوحة على الإنترنت إلى تعريف الجنس الآمن باعتباره ممارسات وأدوات تستخدم من أجل منع العدوى المنقولة جنسيًا ومنع الحمل غير المرغوب في ذات الوقت.[1] [2] [3] بينما كثير من المصادر الأخرى تفصل بين مفهوم الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا وبين مفهوم منع الحمل.[4][5] على الرغم من اختلاف المصادر في تعريف مصطلح الجنس الآمن والممارسة العملية التي يعبر عنها، إلا أنه يمكن تتبع تاريخ الخلط الحادث بين المفهومين وأسباب ارتباطهم بذات المصطلح. لقد بدأ انتشار مفهوم الجنس الآمن بشكل كبير على المستوى الدولي في منتصف الثمانينات تقريبًا، بشكل متوازٍ مع الانتشار العالمي لوباء الإيدز، على الرغم من أن شبكات الدفاع عن حقوق المثليين في الولايات المتحدة على سبيل المثال قد استخدمت المصطلح في سياق توصيف الممارسات المستخدمة للوقاية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا منذ السبعينات على الأقل (سنوات قبل ظهور وانتشار وباء الإيدز عالميًا)، ولكن قبل ذلك فإن استخدام مصطلح الجنس الآمن كان يخلط بين المفهومين بدون حدود واضحة. وكان التثقيف الجنسي في الولايات المتحدة قبل السبعينات على سبيل المثال يحرص على حماية الفتيات من الحمل (قبل الزواج)، بعيدًا عن مفاهيم تنظيم الأسرة، والفتيان من الأمراض المنقولة جنسيًا.[6]

أحد أسباب الخلط بين مفهومي منع الحمل والوقاية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا هو الواقيات (الخارجية والداخلية على السواء)، حيث أنها تستخدم كوسيلة حاجزية لمنع الحمل ووسيلة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولكن يجب أيضًا الأخذ بالاعتبار أن ليس جميع الأدوات والممارسات المستخدمة لتعزيز الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا يمكن اعتبارها موانع فعالة ضد الحمل، والعكس صحيح.

طرق انتقال العدوى

تنتقل الأمراض المنقولة جنسيًا عبر الكثير من الطرق، وليس عبر الجماع فقط، ومن المهم معرفة طرق انتقال العدوى ويعتبر ذلك أساسًا مهمًا لمقاومة انتشارها.

تنقسم الأمراض المنقولة جنسيًا إلى أنواع متعددة حسب نوع الميكروب الذي يسببها، ويمكن أن تكون الأمراض المنقولة جنسيًا بكتيرية مثل الزهري والسيلان، فيروسية مثل الإيدز والهربس، أو طفيلية مثل داء المشعرات التناسلي، بالإضافة إلى التفشي الاستيطاني الذي قد تسببه طفيليات متعددة الخلية مثل الجرب وقمل العانة.

يمكن أن تنتقل الأمراض المنقولة جنسيًا عبر إحدى الطرق التالية:

الاتصال الجنسي المباشر

ويعني الاتصال بدون أي وسيلة حماية، سواء كان اتصالًا مهبليًا، شرجيًا أو فمويًا، حيث تعتبر الأنسجة المخاطية في الفم والمهبل والشرج أماكن مناسبة لانتقال الفيروسات والبكتيريا، خاصة إذا حدث فيها أي تمزقات صغيرة خلال الاتصال الجنسي.

الاحتكاك بالسوائل الحيوية للمصاب/ة.

ويُقصد بالسوائل الحيوية أي إفرازات ينتجها الجسم، ومنها، السائل المنوي، الإفرازات المخاطية المهبلية، الإفرازات الشرجية التي تُفرز عادة من المستقيم وتخرج عبر الشرج لتسهيل وظيفة الأمعاء الغليظة، اللعاب، حليب الأم، والدم، ولا يتطلب الاتصال عبر الدم نقلًا مباشرًا في المستشفى (وهو أمر نادر الحدوث حاليًا بسبب الفحوص المخبرية) ولكن يمكن أن يتم عبر الجروح والتقرحات الصغيرة أو من خلال نزف الدورة الشهرية وغيرها.[7]


التلامس مع منطقة الإصابة بالعدوى

بعض الأمراض مثل التهاب فيروس الورم الحليمي والهربس يمكن تنتقل بمجرد ملامسة المنطقة المصابة خلال الاتصال الجنسي ولا يتطلب الأمر إيلاجًا أو تبادلًا للسوائل الحيوية. كما ينتشر الجرب وقمل العانة أيضًا بالتلامس فقط.

استخدام أدوات المريض

وينطبق ذلك على مجموعة متنوعة من الأدوات التي يستخدمها المريض إما بشكل دوري أو لمرة واحدة، مثل الإبر والمحاقن (شائعة بين المدمنين)، الأدوات الطبية غير المعقمة خاصة تلك التي تستخدم أكثر من مرة مثل الأردية الحامية أو أدوات أطباء الأسنان، أدوات الحلاقة غير المعقمة، فُرش الأسنان، الملابس الملوثة، أو الأدوات الجنسية Sex Toys أو أي أداة قد تكون اتصلت بأي طريقة بالسوائل الحيوية للمصاب/ة أو مكان الإصابة لديه/ا.

انتقال العدوى من الأم إلى الجنين

حيث أن الأم المصابة تنقل العدوى إلى جنينها ويمكن أن تنقل الأم المرضعة أيضًا العدوى إلى رضيعها عبر الحليب.[8]

الجنس الأكثر أمانًا: ممارسات وأدوات

يمكن تقليص احتمالية حدوث انتقال مرض منقول جنسيًا عبر الاتصال الجنسي أو خلال علاقة رومانسية من شريك إلى آخر عبر استخدام وسائل متعددة، بعضها يعتبر أدوات طبية يمكن أن يستخدمها الشريكان أو الشريكتان خلال الجنس وبعضها هو ممارسات سلوكية يتبعها الطرفان من أجل تحقيق مستوى أعلى من الحماية.

الوسائل الحاجزية

أدوات تستخدم لعزل ومنع الاتصال المباشر بين الشريكين الجنسيين خلال الممارسات الجنسية المتعددة، ويستخدم بعضها أيضًا كوسائل لمنع الحمل كذلك:

  • الواقي الذكري: يغطي القضيب خلال الجماع أو الجنس الفموي (لعق القضيب) ويعتبر أكثر الأدوات المستخدمة للحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا وخاصة الأمراض البكتيرية والإيدز، يستخدم أيضًا كوسيلة لمنع الحمل.
  • الواقي الأنثوي: يوضع داخل المهبل أو الشرج خلال الجماع، يستخدم أيضًا كوسيلة لمنع الحمل.
  • الحاجز الفموي Dental dam: ورقة رقيقة مصنوعة من المطاط تستخدم أساسًا في طب الأسنان، تُغطي الفم خلال الجنس الفموي (لعق المهبل أو الشرج) وتعمل كحاجز للحماية.
  • القفازات الطبية أو قفازات الأصابع Finger cots: تستخدم لتغطية اليد أو أحد الأصابع أو عدة أصابع سوية خلال مداعبة المهبل أو الشرج بالأصابع.

يفضل كثير من الشركاء استخدام مزلقات خلال الجماع عند استخدام الواقيات والعوازل، ويفضل الامتناع عن استخدام مزلقات زيتية واستخدام مزلقات مصنوعة من أساس من الماء أو السيليكون، حيث أن المزلقات الزيتية تضعف المطاط اللاتكس (الذي تُصنع منه أغلب الواقيات) وتسبب تمزقه بسهولة.

الحجاب الحاجز الرحمي و الإسفنجة المانعة للحمل مع مبيد النطاف

لا تتفوق الأحجبة الحاجزة الرحمية والإسفنجات المهبلية على الواقيات الذكرية في الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسيا، خاصة وأنها لا تمنع وجود اتصال جنسي مباشر بين المهبل والقضيب، إلا أن الدراسات تشير إلى أن النساء اللواتي يستخدمن الأحجبة الحاجزة والإسفنجات المهبلية أقل عرضة للإصابة بالسيلان وداء المشعرات التناسلية من النساء اللواتي يعتمدن على شركائهن الذكور في استخدام العوازل الذكرية.[9]

جدير بالذكر أن فعالية الأحجبة الحاجزة والإسفنجات قد تأتي في سياق ضرورة استخدام مبيدات النطاف التي ثبتت مساهمتها في تقليل احتمالية الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيا. على الرغم من أن هذه الفعالية تظل محل شك لأن مبيد النطاف ذاته رغم فعاليته القاتلة للميكروبات إلا أنه قد يسبب تهيجًا في نسيج المهبل وعنق الرحم ويتسبب بجروح وتقرحات تساعد في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا لا العكس.[10]

الفحوص الدورية

الفحوص الطبية الدورية تشكّل ركيزة أساسية لتحقيق ممارسات جنسية أكثر أمانًا، إذ تتيح الكشف المبكر عن العدوى المنقولة جنسيًا حتى في حال غياب الأعراض، مما يساعد على علاجها بسرعة والحد من انتشارها. كما تسمح هذه الفحوص بمتابعة الحالة الصحية للشخص وتقدير المخاطر بدقة. الانتظام في إجراء الفحوص يسهم أيضًا في تقليل انتقال العدوى غير المشخّصة، ويدعم مبدأ المسؤولية الفردية والجماعية في الصحة الجنسية.

توقيت ونوع الفحوصات يختلف بحسب نوع العدوى وانتشارها في المجتمع، إضافةً إلى المرحلة العمرية للشخص ونشاطه الجنسي. على سبيل المثال، يُوصى عادة بأن يخضع جميع الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و69 عامًا لفحص فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، مع تكرار الفحص عند استمرار عوامل الخطر. كما تُنصح النساء النشطات جنسيًا اللواتي تقل أعمارهن عن 25 عامًا بإجراء فحص الكلاميديا سنويًا، نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة في هذه الفئة العمرية.[11]

إلى جانب التوصيات العمرية، يصبح الفحص ضروريًا عند ظهور أعراض مرتبطة بالعدوى المنقولة جنسيًا، مثل:

  • إفرازات غير طبيعية من المهبل أو القضيب.
  • حرقة أو ألم عند التبول.
  • قروح أو بثور في المنطقة التناسلية.
  • آلام في الحوض أو نزيف غير مبرر.

كذلك، ينبغي إجراء الفحوص عندما يتلقى الشخص إشعارًا بأن شريكًا جنسيًا سابقًا قد شُخّص بإصابة، وذلك لقطع سلسلة العدوى وحماية الصحة الشخصية والعامة.

التطعيم

التطعيمات وسيلة ممتازة من أجل الوقاية ضد الأمراض المعدية عموما، وغالبا ما يُلتجأ للتطعيم كخيار علاجي في حالات محددة، إذا كانت العدوى تستهدف فئات ذات مناعة ضعيفة كالأطفال وكبار السن أو إذا كانت العدوى تنتشر بسرعة وعلى نطاق جغرافي واسع (وباء).

لا تتوفر تطعيمات ضد جميع الأمراض المنقولة جنسيا، ويتوفر حاليا تطعيمات ضد فيروس الورم الحليمي HPV، وهو أكثر أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا وخطورة بسبب مضاعفاته التي قد تصل إلى السرطان، إلتهاب الكبدي الوبائي من النوعين A و B بالإضافة إلى تطعيم لمرض جدري القرود Monkeypox (عدوى تنتقل عبر الاتصال الجلدي المباشر ولذا فمن الممكن أن تنتقل خلال الجماع وبالتالي تعتبر عدوى منقولة جنسيًا).[12]

الوقاية السابقة واللاحقة للتعرض لفيروس HIV

تستخدم تشكيلة واسعة من الأدوية لعلاج الأمراض المنقولة جنسيًا والتحكم في أعراضها، وفي حالة فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV والإيدز فقد قُدمت مجموعة من الأدوية التي من الممكن استخدامها كوسائل للوقاية للأفراد الذين قد يتعرضون بشكل أكبر من غيرهم لاحتمالية الإصابة بالفيروس والمرض، تتوفر هذه الأدوية على شكل حبوب وحقن وحلقات مهبلية، ويمكن أن توخذ قبل أو بعد حدوث جماع مصحوب باحتمال عالي للتعرض للإصابة. تعتبر هذه استراتيجيات فعالة من أجل الحماية من الإصابة بمرض الإيدز وتصل نسبة فعاليتها لأكثر من 99% كحماية ضد المرض،[13] خاصة وأن الجهود لتطوير تطعيم ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV لم تنجح حتى الآن.

الوقاية السابقة للتعرض Pre-Exposure Prophylaxis PrEP

مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية Antiretroviral (وفيروس HIV هو أحدها) توصف للأشخاص المعرضين للاتصال مع مصدر لعدوى فيروس HIV، إما عن طريق الجماع أو الاستخدام المتكرر والمتزامن للمحاقن والأدوات الخاصة بالمرضى. وقد بدأت كثير من الحكومات والهيئات الصحية حول العالم في اعتماد إجراءات الوقاية السابقة للتعرض ضمن توجيهاتها الإرشادية وتقديم هذه الخدمة لمن يطلبها أو يحتاجها.

يُنصح باستخدام أدوية الوقاية السابقة للتعرض PrEP للعديد من المجموعات مثل:

  1. الذكور المثليون الذين يمارسون الجنس الشرجي، خاصة من لديهم اتصال جنسي بأكثر من شريك جنسي في ذات الوقت.
  2. العابرات والعابرون جنسيًا الذين يمارسون الجنس مع ذكور مثليين أو غيريين.
  3. من لديهم شركاء جنسيون مصابون بالإيدز أو معرضون للإصابة به.
  4. نزلاء السجون.
  5. عاملات الجنس والمشتغلات/ون في مجال الترفيه الإباحي.
  6. الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي للأمراض المنقولة جنسيًا بخلاف الإيدز.
  7. من يقيمون بشكل دائم أو مؤقت داخل مناطق تشهد معدلات انتشار عالية للإيدز.

ما يلي هي التركيبات المتوفرة حاليًا لهذا الغرض والمعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية:

  1. إمتريسيتابين emtricibitabine + تينوفوفير ديسوبروكسيل فيوميرات tenofovire disoproxil fumarate : حبوب تُباع تحت الاسم التجاري تروفادا Truvada وهو علاج فعال لوقاية جميع الأفراد المعرضين للإصابة بالإيدز من خلال الجماع أو استخدام أدوات المصابين.
  2. إمتريسيتابين emtricibitabine + تينوفوفير ألافينامايد tenofovire alafenamide : حبوب تُباع تحت الاسم التجاري ديسكوفي Descovy وتستخدم فقط للذكور وهي غير معتمدة للإناث النشطات جنسيًا والمعرضات للإصابة بالإيدز.

الحبوب المستخدمة للوقاية السابقة للتعرض لفيروس HIV تُؤخذ عادة بشكل يومي وبانتظام، حيث تكون الجرعة هي حبة واحدة يوميًا، وعلى من يستخدم الحبوب الانتظار لمدة سبعة أيام من أجل وصول فعاليتها الوقائية إلى الحد الأقصى. في حال اضطر/ت مستخدمو/ات الحبوب لممارسة الجنس خلال فترة الأسبوع الأول، فإنهم يُنصحون بتناول جرعة مضاعفة (حبتين) قبل ساعتين على الأقل من الجماع. في حال نسيان موعد الجرعة يمكن تناولها فور تذكرها (خلال 12 ساعة من الموعد الأصلي)، وفي حال تجاوزت فترة نسيانها 12 ساعة يمكن تأجيل الجرعة إلى اليوم التالي. أفضل يتحقق أفضل تأثير للحبوب عند تناول 6 جرعات على الأقل إسبوعيًا، وفي حال قلت عدد الجرعات الأسبوعية عن 5 فيتوجب مراجعة الطبيبة.

في حال الرغبة في التوقف عن استخدام الحبوب، يُفضل التوقف بعد أسبوع (7 جرعات) من آخر جماع باحتمالية تعرض عالية للعدوى.

تستخدم حبوب الوقاية السابقة للتعرض أحيانًا بشكل غير منتظم وعند الحاجة فقط on-demand، تصلح هذه الطريقة في حالة الجنس الشرجي فقط ولا تصلح في حالة الإيلاج المهبلي. تُؤخذ جرعة مضاعفة من الحبوب قبل حدوث الجماع بفترة ساعتين إلى 24 ساعة على الأقل، على أن تؤخذ جرعة واحدة لمدة يومين بعد حدوثه.[14]

اعتُمدت أيضًا، بخلاف الحبوب، حقن تستخدم للوقاية السابقة للتعرض طويلة الأمد ضد فيروس HIV وهي:

  1. كابوتيغافير cabotegavir : حقن تُعطى بانتظام للبالغين وللمراهقين بشرط أن يكون وزنهم 35 كيلوغرامًا فأكثر، وتُعطى مرة واحدة كل شهرين.
  2. ليناكابافير lenacapavir : حقن تُعطى بانتظام للبالغين وللمراهقين بشرط أن يكون وزنهم 35 كيلوغرامًا فأكثر، وتُعطى مرتان سنويًا.[15]
الوقاية اللاحقة للتعرض Post-Exposure Prophylaxis PEP

مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (Antiretroviral) توصف للأشخاص الذين اتصلوا مع مصدر لعدوى فيروس HIV بدون وجود إجراءات وقاية كافية، أو في حال فشل وسائل الحماية المستخدمة (مثل تمزق الواقي) أو في حال عدم معرفة أحد الشريكين مسبقًا بإصابة الشريك الآخر بالإيدز، توصف هذه الأدوية أيضًا للناجيات من الاغتصاب.

عادة ما تستخدم تركيبة ثلاثية من الأدوية المضادة للفيروسات تحتوي على تينوفوفير + لاميفودين + أتازانافير/ريتونافير وهي تركيبة تستخدم في علاج المصابين بالإيدز، بحيث يتناول المريض جرعة يومية لمدة 28 يوم باستمرار وانتظام للبالغين والمراهقين الذين يزيد وزنهم عن 35 كيلوجرام.[16] وبالنسبة للأطفال الذين يقل عمرهم عن 10 سنوات تستخدم تركيبة زيدوفيدون + لاميفودين + لابينافير/ريتونافير. لا تحتاج هذه الأدوية إلى إجراء أي فحوص مخبرية قبل استخدامها ويمكن استخدامها بأمان للنساء الحوامل. العامل الأهم في فعالية هذه الأدوية هو سرعة البدء في استخدامها، حيث يجب أن يتناول المريض الجرعة الأولى خلال 24 ساعة من التعرض للفيروس وخلال فترة لا تزيد عن 72 ساعة كحد أقصى.

التركيبات السابقة معتمدة من منظمة الصحة العالمية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة ضمن المبادئ التوجيهية لعلاج الإيدز والوقاية منه، ولكن يمكن استبدالها بتركيبات أخرى من الأدوية قد تؤدي ذات الغرض ويمكن استخدامها في حال لم تتوافر الأدوية السابقة.[13]

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأدوية تصلح فقط للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV ولا تصلح لأي عدوى جنسية أخرى حتى لو كانت عدوى فيروسية.

التثقيف الجنسي والسلوكي

المعرفة من أهم وسائل الوقاية والحماية ضد العدوى الجنسية كما أن الحصول على التثقيف الجنسي خاصة من سن مبكرة هو حق أساسي من حقوق الصحة الجنسية لجميع أفراد المجتمع من أجل بيئة مجتمعية صحية وسليمة قائمة على أساس تعزيز والمحافظة على الحرية الجنسية. من الضروري تزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات التي تساعدهم على اتخاذ قرارات واعية بشأن ممارساتهم الجنسية، ويمكن أن تشمل هذه السلوكيات ما يلي:

  1. الإحاطة والمعرفة بالأمراض المنقولة جنسيًا، أعراضها وطرق انتقالها وكيفية استخدام وسائل الحماية.
  2. تعزيز ثقافة نشر التحديثات العلمية والطبية أولًا بأول وتحديث الممارسات الطبية بناء على ذلك مع تسهيل وصول الأفراد إليها.
  3. الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الأعضاء التناسلية وبخاصة قبل الجماع، والحرص على سلامة أي أدوات تستخدم خلال الجماع، فيجب أن تكون العوازل جديدة وغير تالفة أو منتهية الصلاحية وتستخدم لمرة واحدة فقط كما يجب تنظيف الألعاب والأدوات الجنسية ويفضل وضع عوازل عليها كذلك.
  4. تسهيل وصول الأفراد إلى الخدمات الطبية المتعلقة بالصحة الجنسية والفحوصات الدورية والتطعيمات.
  5. تعزيز ثقافة الحوار المجتمعي حول الثقافة الجنسية والأمراض المنقولة جنسيًا من أجل نزع الوصم الاجتماعي عن الجنس والثقافة الجنسية والأمراض المنقولة جنسيًا وهو ما يعزز قدرة المجتمع على مواجهتها بشكل جمعي.

الاختيار الواعي للشركاء

تُشير بعض الدراسات إلى أنّ تقليل عدد الشركاء الجنسيين قد يُسهم في خفض احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، حيث أن الأفراد الذين يمارسون الجنس مع عدد أقل من الشركاء يكونون غالبًا أقل عرضة للعدوى من غيرهم.[17] تستند هذه الدراسات إلى بيانات إحصائية، وهي بيانات صحيحة بدون شك، ولكن ما يُبنى عليها من نصائح وتوجيهات قد تعتبر أحيانًا تقييدًا للحرية الجنسية وتمس بجوهرها كجزء من الحقوق الفردية البديهية، كما أنها تتحول أحيانًا إلى توجيهات يصعب على بعض الأفراد (ممن يمارسون الجنس بكثرة) الإلتزام بها.

في سبيل ذلك يجب الحرص على تركيز الثقافة الجنسية على بدائل أكثر شمولية من مجرد إعطاء توجيهات مثل تقليل أو تحديد عدد الشركاء الجنسيين، ويجب على الأفراد أن يختاروا شركائهم بشكل واعي وعلى أساس الالتزام بالوسائل والأدوات والسلوكيات المتبعة من أجل الوصول إلى جنس أكثر أمانًا، بحيث تكون هذه الوسائل أساسًا مهمًا في عملية اختيار الشريك.

يجب أن يعزز التواصل بين الأفراد، وأن يكون تواصلهم مبنيًا على مصارحة كاملة بخصوص تاريخهم الجنسي ومشاكلهم السابقة مع الأمراض المنقولة جنسيًا، كما يجب اختيار الشركاء بناء على تقبلهم لوسائل الجنس الآمن، فيكونون أكثر قبولًا لاستخدام العوازل بالشكل الصحيح، وأكثر قبولًا لإجراء الفحوصات الدورية وتناول التطعيمات والتجاوب مع التعليمات الطبية في حالة الإصابة، خاصة في حالة العلاقات المفتوحة، كما أن اختيار الشركاء يجب أن يكون أيضًا مبنيًا على معارضتهم للوصم الاجتماعي بخصوص العدوى الجنسية ونجاحهم في مصارحة شركائهم السابقين بخصوص إصابتهم من أجل مساعدتهم على الحصول على الخدمة الطبية المبكرة، فالتشخيص المبكر يساعد دومًا على الوصول إلى علاج أسرع ومنع مضاعفات العدوى وقطع سلسلتها بشكل مبكر. ويمكن أن يتفق الشريكان دومًا، قبل البدء بأي علاقة جنسية، على التالي:

  1. إجراء فحوص شاملة للأمراض المنقولة جنسيًا قبل البدء بعلاقة جنسية ومناقشة نتائجها.
  2. المصارحة بخصوص التاريخ الجنسي، وخاصة في حالة وجود إصابة بمرض منقول جنسيًا أو علاج جاري.
  3. التوافق على استخدام وسائل الحماية والعوازل بالطريقة الصحيحة.
  4. اختيار شركاء بناء على التوافق في أنماط السلوك، وخاصة ما يتعلق بالنظافة الشخصية وإعطاء الاعتبار لوسائل الحماية والعوازل.
  5. التوافق على التواصل في حالات الطوارئ، فعندما يكتشف أحد الشريكين، حتى في حال انقطاع العلاقة، وجود إصابة بعدوى جنسية، يجب أن يبلغ شريكه/ته السابق/ة بخصوصها.

أساليب وقائية غير فعالة

تنتشر بعض الأفكار الخاطئة عن الجنس الآمن والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، بحيث يعتبر بعض الأفراد ممارسات جنسية بعينها طريقة كافية للحماية من التعرض للعدوى والإصابة، على الرغم من أن الدراسات والتجربة العملية تثبت عكس ذلك.

الجنس الشرجي Anal sex

لا تنتقل العدوى الجنسية من شخص إلى آخر عبر الإيلاج المهبلي فقط، ولكن يمكن أن تنتقل أيضًا عبر الجماع الشرجي، حيث أن النسيج الداخلي للشرج والمستقيم يتكونان أيضًا من أنسجة مخاطية رقيقة ومعرضة للتمزق والتقرح مثل النسيج المخاطي المهبلي، ويمكن أن تنفذ منها العدوى، كما أن المستقيم أيضًا ينتج إفرازات مخاطية تسهل عملية الإخراج وهي سائل حيوي تنتقل عبره العدوى

مبيدات النطاف Spermicides

تستخدم مبيدات النطاف كوسيلة لمنع الحمل، ويُعتقد أنها تحوز تأثيرًا إيجابيًا كوسيلة حامية ضد العدوى الجنسية، ولكن رغم وجاهة هذا الاعتقاد (خاصة وأنه مدعوم ببعض البيانات الإحصائية المتعلقة باستخدام مبيدات النطاف مع الأحجبة الحاجزة الرحمية والإسفنجات المهبلية)،[9] ولذا فقد كانت مبيدات النطاف تُعامل باعتبارها وسيلة فعالة للوقاية من الكلاميديا والسيلان حتى نهاية القرن الماضي،[18] ولكن في الواقع فإن مبيدات النطاف بحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية قد تسبب تهيجًا لغشاء المهبل وبالتالي تجعله أكثر عرضة للعدوى الجنسية.[19]

الجماع الخارجي non-penetrative sex

يمكن أن تنتقل بعض أنواع العدوى الجنسية بدون أي اتصال جنسي مهبلي أو شرجي، ولذلك فإن الممارسات الجنسية التي لا تتضمن إيلاجًا مهبليًا و/أو شرجيًا لا تعد لوحدها كافية للوقاية.

على سبيل المثال، يمكن أن ينتقل فيروس HSV المسبب لمرض الحلأ التناسلي خلال التقبيل (عبر اللعاب) ومن خلال الاتصال المباشر بالجلد في حال وجود بثرات نشطة أو من خلال الجنس الفموي. كما يمكن أن ينتقل السيلان والزهري عبر التقبيل كذلك.[20]

الجنس الآمن في السياق الاجتماعي

تفيد بيانات الأمم المتحدة[21] بوقوع ما يربو على مليون إصابة بأمراض منقولة جنسيًا بشكل يومي حول العالم، وبينما الجزء الأكبر من المصابين يعانون من أمراض بكتيرية وطفيلية يمكن علاجها والشفاء منها بسهولة، مثل الزهري والسيلان والكلاميديا وداء المشعرات التناسلي، لا تزال أعداد المصابين بالأمراض الفيروسية كبيرة وتتزايد سنويًا باستمرار، فأكثر من نصف مليار شخص حول العالم يعانون من الهربس، وأكثر من 300 مليون إمرأة تعاني من فيروس الورم الحليمي ومثلهم تقريبًا من الرجال.

في ظل هذه المعطيات تصبح مفاهيم مثل الجنس الآمن والتثقيف الجنسي ضرورة حيوية، خاصة في ظل استمرار الوصم الاجتماعي المرافق للأمراض المنقولة جنسيًا، والذي يحد من قدرة الأفراد على المصارحة بخصوص الأعراض التي يعانون منها في حالة الإصابة بعدوى جنسية أو محاولة الحصول على مساعدة طبية خوفًا من العزلة الاجتماعية. يتسبب ذلك في استمرار وصل سلاسل العدوى ومنع الكشف المبكر عن الإصابة، وهو ما يتسبب أيضًا في تشويش صحة الإحصاءات الحكومية عن هذه الأمراض ويؤخر بالتالي الإجراءات الرسمية من أجل مواجهة المشكلة بحجمها الصحيح ويتسبب في ضعف برامج الصحة العامة.

لقد ارتبطت الأمراض المنقولة جنسيًا منذ وقت طويل بوصمات اجتماعية عميقة،[22] وتقع على عاتق الجهات الصحية الرسمية وغير الحكومية على السواء مسؤولية التوعية بخصوص الأمراض المنقولة جنسيًا والمساهمة في توفير وسائل الجنس الآمن وهو ما يحد من الوصم الاجتماعي المرتبط بها،[23] ويساهم في تقليص انتشارها والحد من مخاطرها وتعزيز فرص الكشف المبكر عنها وعلاجها.

توزع المسؤولية الجندرية

يمكن القول أن مسؤولية الجنس الآمن والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا تقع، بديهيًا، على طرفي أو أطراف العملية الجنسية بالتساوي، إلا أن عوامل بيولوجية واجتماعية وسلوكية تجعل من الرجال أكثر ميلًا لنشر الأمراض المنقولة جنسيًا وتجعل النساء أكثر قابلية للإصابة بها.

فعلى المستوى البيولوجي، فإن النساء عندما يمارسن الجنس الإيلاجي يُعرضن مساحة أوسع من الأنسجة المخاطية في أجسادهن، في المهبل والشرج على السواء، للاحتكاك والاتصال بالسوائل الحيوية الخاصة بالشريك، وهذه الأنسجة لديها نفاذية أعلى للميكروبات المسببة للعدوى المنقولة جنسيًا. كما أن بعض الميكروبات وأهمها فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV المسبب لمرض الإيدز يوجد داخل السائل المنوي بتراكيز أعلى من أي سائل بيولوجي آخر معرض للتبادل خلال الجماع.

أما اجتماعيًا، فإن الذكور معروفون بتهورهم وقلة اهتمامهم بالوسائل الوقائية وأساليب وأدوات الجنس الآمن، فالذكور لا يريدون استخدام الواقي الذكري لأنه يقلل المتعة الجنسية، وقد يضطرون له في حالة رغبوا في وسيلة مضمونة لمنع الحمل، كما أن الذكور في غالبية المجتمعات لديهم ميل أكبر لممارسة الجنس مع شريكات متعددات في ذات الوقت، بدون الاضطرار إلى الإفصاح عن ذلك لأي منهن، ولهذه الأسباب فإن صورة نمطية تنتشر عن استخدام العوازل والواقيات الذكرية مفادها أنها مخصصة فقط للعلاقات خارج الزواج أو العلاقات قصيرة الأمد، وهذا يعني أن النساء لا يستطعن أن يطلبن من شركائهن ارتداء الواقي أو استخدام وسائل حماية حتى لا يشكوا فيهن،[24] كما أن اعتمادية النساء على الرجاء اقتصاديًا تقلل من قدرتهن على التفاوض أو إلزام شركائهن باستخدام أساليب وأدوات الجنس الآمن.[25] من الجدير بالذكر أن هذه الصور النمطية عن السلوك المرتبط بالجنس الآمن واستخدام أدوات الوقاية، يقلل أيضًا من فرص النساء بشكل خاص في الحصول على رعاية طبية سليمة من المؤسسات الصحية الحكومية.

الجنس الآمن في سياق العالم العربي

تعتبر المنطقة العربية أقل النطاقات الجغرافية في العالم من حيث انتشار الإيدز (أقل من 0.1%) على الرغم من أنها، في ذات الوقت، من أقل المناطق من حيث انتشار استخدام الواقيات الذكرية ووسائل الوقاية،[26] يعود ذلك إلى أسباب اجتماعية ودينية وثقافية واقتصادية، وكذلك إلى ضعف السياسات الحكومية والإجراءات الرسمية المتعلقة بالجنس الآمن، ويمكن أيضًا أن يرتبط بخلل إحصائي بسبب الدرجة العالية من الوصم الاجتماعي المرتبط بالأمراض المنقولة جنسيًا والإيدز على وجه الخصوص، حيث لا يبلغ المصابون عن إصابتهم ولا يسعون للحصول على مساعدة طبية، وإن فعلوا فإنهم يواجهون خطر رفض تقديم الخدمة أو التمييز العنصري من قبل مقدميها.

طالعوا كذلك

مصادر

  1. Continental Hospitals: ممارسات الجنس الآمن التي ينبغي على الجميع اتباعها
  2. Better Health: Safe Sex
  3. Women's Clinic of Atlanta: What Does It Really Mean to Have Unprotected Sex?
  4. Planned Parenthood: Safer Sex
  5. Webmd: Safe Sex
  6. Safe Sex in the 1970s: Community Practitioners on the Eve of AIDS
  7. أدلة MSD: لمحة عامة عن العدوى المنتقلة بالجنس
  8. أوكسي هيلث: علاج الأمراض المنقولة جنسيا
  9. 9٫0 9٫1 Diaphragm and sponge protect against STDs - sexually transmitted diseases
  10. Planned Parenthood: How effective is spermicide?
  11. Which STD Tests Should I Get ? And when ?
  12. ASHA: Vaccines That Can Prevent STIs
  13. 13٫0 13٫1 PAHO: PrEP, PEP, and Key Populations
  14. NHS: How and when to take Pre-Exposure Prophylaxis (PrEP)
  15. HIV.ORG: Pre-Exposure Prophylaxis
  16. Post-exposure prophylaxis (PEP) treatment Updated guidance for Inter Agency Reproductive Health Kit 3
  17. Multiple partners and partner choice as risk factors for sexually transmitted disease among female college students
  18. Do spermicides containing nonoxynol-9 prevent sexually transmitted infections: a meta-analysis
  19. WHO: Nonoxynol-9 ineffective in preventing HIV infection
  20. Wellcare Labs: SEXUALLY TRANSMITTED DISEASES PCR PANEL
  21. WHO: Sexually transmitted infections - Evidence brief
  22. CDC: Stigma and HIV
  23. The role of sexually transmitted infections (STI) prevention and control programs in reducing gender, sexual and STI-related stigma
  24. وثيقة:الواقي الذكري.. ليه لأ؟
  25. Disproportionate Impact of Sexually Transmitted Diseases on Women
  26. Facilitators and barriers to condom use in Middle East and North Africa: a systematic review