وثيقة:كيف اخترقت النسوية سينما السبعينيات؟ - الجزء الثاني

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
تأليف بسام حسن المسلماني
تحرير غير معيّن
المصدر لها أونلاين
اللغة العربية
تاريخ النشر 2015-10-28
مسار الاسترجاع http://www.lahaonline.com/articles/view/49013.htm
تاريخ الاسترجاع 2018-05-22


يوجد نسخة من الجزء الأول لهذا المقال أيضًا على ويكي الجندر.



قد توجد وثائق أخرى مصدرها لها أونلاين



خلال فترة السبعينات من القرن الماضي بدأت النسوية تهتم بالسينما، باعتبار ذلك فعلا سياسيا ملحا، وكانت رائدات الموجة النسوية الثانية يعتبرن السينما أداة رئيسية لترسيخ نظرة الرجل المتحيزة ضد المرأة ـ بحسب زعمهن- في هذه الأثناء برزت ثلاث كاتبات في السينما استهواهن التصدي للقضية النسوية وعملن على اختراقها، وهن: لورا مالفي، ومولى هاسكل، وجوديث ويليامسون... تناولنا في الحلقة الأولى من هذا المقال الدور الذي لعبته لورا مالفي ونظرتها لتحيز الكاميرا (المصورون) ضد المرأة إرضاء للرجل، ومحاولة تغيير هذا التحيز.

الناقدة السينمائية مولي هاكسل

أصدرت مولى هاسكل (Molly Haskell) – من مواليد 29 سبتمبر 1939م- كتابها "من الخضوع إلى الاغتصاب" "From Reverence to Rape" في منتصف السبعينات، وتم إعادة طباعته في عام 1987م ، وهو كتاب يتناول بالتفصيل الكيفية التي تُعالج بها المرأة في السينما، وهو يغطى السينما الهوليودية الكلاسيكية والحديثة، وكذلك الأوروبية.

وتركز هاسكل في كتابها على مقارنة تصوير المرأة على الشاشة في الحياة الحقيقية النساء خارج الشاشة؛ لتحديد ما إذا كان تمثيل المرأة في السينما في هوليوود يتم بشكل دقيق ومحايد؟ أم أن صورة المرأة في السينما هي انعكاس لنظرة الرجل.

في بداية كتابها تقول هاسكل "الكذبة الكبرى التي ارتكبت في المجتمع الغربي كانت دونية المرأة كذبة، تضرب بجذورها العميقة في سلوكنا الاجتماعي، وإن مجرد الاعتراف بهذه الكذبة يُعرض كامل النسيج الحضاري إلى التفكيك".

وفي "إطلالة سريعة على الطريقة التي تُعالج بها المرأة في السينما، تهاجم هاسكل مقولات مثل: "هذا الحب للمساواة يتحقق في السينما أكثر من الواقع" ولكنها في الحالتين تصر على وجود "وجهة نظر واحدة للرجال عموما، ترى الآخر كما لو أنه مجرد مخلوق لإ شباع نزواته، وأن المرأة ليس من حقها أن تفعل المثل، وعندما يأتي الدور على المرأة بعدئذ، فإنها تمارس الطريقة المرضية نفسها"، وتعثر هاسكل على استثناءات إيجابية من وجهة نظرها، فهي تعتقد أن ممثلات مثل جون كراوفورد "Joan Crawford"، وبيت ديفيس، وكاترين هيبورن قدمن نماذج لأدوار قوية أكثر جدا مما رأته في معظم الأفلام، حيث تبدو المرأة في حالة من الغيبوبة والضياع مثل: كلوت، وناتالى جرانجر"[1].

وبحسب وجهة نظر هاسكل فإن "صورة المرأة في السينما الهوليودية تنحصر في ثلاثة أنواع:

  1. المرأة الاستثنائية: حيث تبرز المرأة بشكل قوي تملك شخصية قوية ومستقلة، نحو الأدوار التي قامت بها الممثلات كاثرين هيبورن، وبيتي ديفيس.
  2. المرأة العادية: وهذه هي النظرة الشائعة والمنتشرة في السينما، حيث تكون فيها المرأة خاضعة للرجل، ودورها يرتكز في اشباع غرائزه وتربية الأولاد.
  3. المرأة العادية التي تحولت لامرأة استثنائية: هذا التحول نتيجة أن المرأة تكون ضحية للتجاوز أو القسوة فتدفعها الظروف للتحول"[2].

وترى هاسكل أن أدوار المرأة كانت أفضل في حقبة أفلام الأحلام مما في حقبة أفلام الواقعية الحديثة "وفي كليهما تظهر المرأة كموضوع للبحلقة، لكن ممثلات الحقبة الاولى أمسكوا عن الإغراء، فهل ممثلات السينما الحديثة تراجعن عن هذا؟ وهل يفتقدن إلى قوة بيت ديفيس، وهيبورن، وكراوفور؟"

صدر كتاب هاسكل في عام 1974م وهو الوقت نفسه الذى ظهرت فيه مقالة مالفي، وكانت الاثنتان تنهجان وجهتي نظر مختلفة تماما عن الحركة النسوية في علاقتها بالسينما.

الناقدة السينمائية جوديث وليامسون

كانت مقالاتها وكتاباتها النقدية تنشر في جريدة "نيو ستاتس مان" "The New Statesman" ومن الموضوعات التي ناقشتها هي فكرة المرأة العزباء العاملة.

حيث لاحظت التحول في نهاية السبعينات، وأوائل الثمانينات في تقديم صورة المرأة العزباء، حيث كان "هناك كم كبير من الأفلام الأمريكية التي تعاطت مع هذا الموضوع، حتى تحولت القضية إلى نوع من الكلاشيه، مثل أفلام "الجاذبية القاتلة" "Fatal Attraction" و "الأرملة السوداء" "Black Widow" و"حافة وعرة" "Jagged Edge"و "نسور قانونية)" "Legal Eagles"و "تسعة أسابيع ونصف" "9½ Weeks" و "الذبابة" "The Fly" فكل هذه الأفلام قدمت شخصية المرأة العزباء العاملة، ومعظم هذه الأفلام جعلت المرأة قوية وقاسية، مثل "الجاذبية القاتلة" حيث تصف شخصية جلين كلوس بأنها مثل الأرنب البرى"[1].

محطات اختراق النسويات لسينما السبعينات

سعت الحركة النسوية على مدار الأعوام التي أعقبت مقال لورا مالفي حول "الأرضية الضرورية" إلى التأثير في حركة النقد السينمائي، ليكون وفق منظور نسوي بالإضافة إلى إنتاج الأفلام النسوية.

  • في عام 1971م حصلت على الترخيص بعرض الجيل الأول من الأفلام الوثائقية النسوية: الأنثى النامية، و"جاني" ، و"ثلاث حيوات"، و"فيلم النساء".
  • وفي عام 1972م أول مهرجان دولي في نيويورك للأفلام النسائية، والاحتفالية النسائية في مهرجان إدنبره للسينما، وصدور أول عدد من مجلة "المرأة والسينما"، بالإضافة لإصدار أعداد خاصة عن المرأة والسينما في عدد من المجلات، ونبذة عن المخرجات السينمائيات.
  • وفي عام1973م مهرجان المرأة والسينما في تورنتو، ومهرجان سينما المرأة في واشنطن، وموسم السينما النسائية في دار السينما في لندن، ومؤتمر السينما النسائية في بافالو، وصدور كتاب مارجري روزين "فينوس إلهة جمال الفشار" وكتاب "ملاحظات حول السينما النسائية" لكلير جونستون.
  • وفي عام 1974م مهرجان شيكاغو لأفلام المرأة، صدور أول عدد من jump cut، وهي فصلية عن السينما المعاصرة، تؤكد المنظور النسوي للسينما، تم صدور كتابين عن صورة المرأة في السينما وهما: "من الإجلال إلى الإغتصاب" لمولي هاسكيل، و"النساء وميولهن الجنسية في السينما الجديدة" لجوان ميلين.

يضاف إلى ذلك أن الفيلم التسجيلي ثلاث حيوات(1971م) أنتجته كيت ميليت، مؤلفة "السياسات القائمة على التحيز للرجل"(1970)[3].

وكانت من نتاج هذا الدور أن تمكنت النسوية من فرض وجهة نظرها عن المرأة في كم كبير من الأفلام، ومنذ السبعينيات أصبحت للمخرجات والناقدات النسويات مكانة مهمة في الفن السابع، حيث برزت العديد من الأسماء، سواء فيما يخص الأفلام الروائية أو الوثائقية، والتي استقبلها الجمهور والنقاد باهتمام، واتسمت الأعمال التي قدمتها النسويات بجرأتها الشديدة، حيث تناولت قضايا الجنوسة(الجندر) والنوع، بقدر كبير من الجرأة، واستطاعت تغيير ثقافة ووعي المجتمع بهذه القضايا.

المصادر

  1. 1٫0 1٫1 وثيقة:نظرية فيلم النوع والحركة النسوية، توني مكيين، ترجمة ممدوح شلبي
  2. wikipedia:From Reverence to Rape
  3. النسوية وما بعد النسوية، سارة جامبل، طبعة المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة الطبعة الأولى 2002 ، ص 145- 160.