وثيقة:هل تحولت البي بي سي عربي إلى صحافة صفراء؟

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
تدوينة
تأليف ميادة أشرف
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-02-27
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2020/02/27/ هل-تحولت-البي-بي-سي-عربي-إلى-صحافة-صفراء/
تاريخ الاسترجاع 2020-07-15
نسخة أرشيفية http://archive.vn/6PApE



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



تتسابق الكثير من المحطات الإعلامية الدولية المدعومة/الممولة من حكومات أجنبية من أجل الاستحواذ على إهتمام أكبر عدد من المشاهدين/ات الناطقين والناطقات باللغة العربية حول العالم، و الذين قد يصل عددهم/ن للملايين. لكن في خضم تلك المنافسة مع محطات دولية أخرى في جذب اهتمام المشاهد والمشاهدة العربية قد يتحول نتاج الخطاب الإعلامي الموجه من محتوى يجادل/يسائل الذهنية العربية ويثريها إلى محتوى يعيد إنتاج الذهنية السائدة بما يشوبها من ترسبات ذكورية وعنصرية وخطاب تحريضي ضد الأقليات. و بهذا، يتحول المحتوى المطروح من مادة إعلامية رصينة ذات عمق تفكك باستمرار المعطيات الفكرية الموجودة إلى محتوى يسعى إلى إشباع غريزة الإثارة والاستفزاز في نطاق فكري ولغوي محدود يعيد تدوير العبارات التحريضية والعنصرية في المجتمع بهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدات و حسب. ومن هنا لا يقف دورنا في المجتمع النسوي عند مساءلة تلك الخطابات الإعلامية التحريضية في دوائرنا الضيقة، بل يجب أن يتعداه إلى الاحتجاج والرفض ومقاطعة تلك المحطات الإعلامية لو استوجب الأمر.


سخط مجتمع العابرين والعابرات جنسيا من البي بي سي عربي

من أهم تلك المحطات الدولية التي تعرضت مؤخرًا إلى الانتقاد من مجتمع العابرين والعابرات جنسيا في العالم العربي هي البي بي سي عربي. فقد نشر موقع ترانسات مقالًا كتبته العابرة جنسيا “نيكولا سماحة” تنتقد فيه صياغة البي بي سي عربي لخبرين نشرا على موقعها بأسلوب مثير ومبتذل يشابه لحد كبير لغة “الصحف الصفراء”. أحدهما بخصوص فنانة التجميل “نيجي دي ججار” بعد أن كشفت لجمهورها أنها عابرة جنسيا وخبرا آخر عن حادثة قبض السلطات في موريتانيا على أفراد من مجتمع الميم في حفلة عيد ميلاد أقيمت في نواكشوط. وتختم نيكولا سماحة مقالها بأن المحطة تحتاج “للكثير من التثقيف حول طرق إثراء محتوى خالي من الجهل والعنصرية والتحريض والكراهية”، مشيرة إلى أن تبعات مثل هذه الممارسات اللغوية لا تلحق الضرر المعنوي فقط بأفراد مجتمع الميم بل ربما تكون قاتلة.

شرعنة الرأي العنصري على البي بي سي عربي

لا تنحصر تلك العبارات المسيئة على أمثلة متفرقة عن المجتمع الكويري، بل تتعداها إلى عبارات عنصرية أيضا. فهناك أمثلة عدة من صفحات البي بي سي عربي على مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى نقد ومساءلة. فقد نشر برنامج “دنيانا” على صفحة الفيس بوك عبارة مقتطعة من برنامج عن الإتجار بالبشر والعنصرية تقول فيها الضيفة أن رأي الأمهات السائد هو أنه “ممنوع أن تتزوج من رجل أسود لأنهم عبيد” وعلى الرغم بأن هذه ليست آراء الضيفة إلا أن أسلوب الصحافة الصفراء الذي يحركه الركض خلف الترافيك، أبى إلا أن يضمن هذا الرأي في منشور الصفحة على الفيس بوك متبوعا بعبارة “أنت ما رأيك؟” و كأن البي بي سي عربي بهذا تشرعن الرأي العنصري الآخر على أساس أنه رأي جدير بالاستماع والتأمل والتفكير فيه. وبالفعل، تجد أحد الردود العنصرية على المنشور تشير إلى “مساوئ الزواج من رجل أسود” !.

الآراء العنصرية مجرد “جدل”

وفقا لمعايير البي بي سي عربي فإن بث الآراء العنصرية هو مجرد “جدل” والسخط والاحتجاج على الممارسات العنصرية هي مجرد “ضجة”. ففي تغطية إعلامية من بي بي سي تريندغ لخبر اختيار امرأة ذات بشرة سمراء كملكة جمال لفرنسا تمت صياغة عنوان الفيديو على صفحة اليوتوب بعنوان: (“تركوا الحلوة وأخدوا السمرة“..ملكة جمال فرنسا تثير جدلا بين العرب). من سمات الصحافة الصفراء تضمين عناوين تصعق المشاهدين/ات وتذهلهم/ن لإجبارهم/ن على الضغط على الرابط ومعرفة ما يحتويه. فإضافة للرأي العنصري في العنوان والذي لم يكن مجرد صدفة والإشارة إلى الأراء العنصرية التي ثارت في المجتمع العربي عقب أختيار ملكة جمال فرنسا بأنها مجرد “جدل” ليست خيار عشوائي، فقد تلقى الفيديو المنشور على اليوتوب مايتجاوز المليون مشاهدة. فهل سيحصل الفيديو على مليون مشاهدة لو تمت صياغتة بـ ( فوز امرأة سمراء بلقب ملكة جمال فرنسا يكشف لنا آراء عنصرية)؟.

لماذا يجب أن ننتقد المحتوى التحريضي والعنصري على البي بي سي عربي؟

يجب علينا نقد المحتوى التحريضي والعنصري على البي بي سي عربي ليس لأنه يستهدف الملايين من المشاهدين/ات في العالم العربي فحسب، بل لأن البعض منا ممن يعيشون في بريطانيا يمولون هذا الخطاب بشكل مباشر من خلال ضريبة التلفاز السنوية بمقدار 154 جنية إسترليني. وتذهب ضريبة التلفاز بشكل مباشر في تمويل البي بي سي والبي بي سي ورلد سرفس ومن ضمنها البي بي سي عربي. وبما أن بي بي سي عربي هي أكبر الخدمات الإعلامية المقدمة من ضمن بي بي سي ورلد سرفس الموجهة إلى الناطقين والناطقات باللغة العربية حول العالم، فيجب عليها إعادة التفكير في أولوياتها، هل ترغب في جذب ملايين من المشاهدين/ات على حساب جودة المحتوى الإعلامي؟ أم كسب احترامنا وتقديرنا ومتابعتنا لها؟ في نهاية مقالها المعنون :(بي بي عربي تستخدم خطاب تحريضي ضد المجتمع الكويري ) تتساءل نيكولا سماحة العابرة جندريا إذا ما “كان النقد سيفيد حتما أم لا”. والإجابة هي أن النقد العلني مفيد في زيادة الوعي الجندري على شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات النسوية والجندرية ، ويجب أن يتبع هذا النقد أحيانا احتجاجا وشكوى عبر القنوات الرسمية من خلال موقع البي بي سي الرسمي في قسم الشكاوي، و آخر محطات الاحتجاج للذين يعيشون منا في بريطانيا هو إلغاء رخصة التلفاز ورفض مشاهدة التلفاز الحي وتمويل مثل هذه اللغة التحريضية وهذا ما سأفعله.

-استخدمت عنوان مثير ردا على سياسية البي بي سي عربي في استخدام عناوين مماثلة.