ترجمة:السياسات الجنسية في الشرق الأوسط

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Tango Globe of Letters.svg

محتوى متن هذه الصفحة مترجم من لغة غير العربية أنجزته المساهموت في ويكي الجندر وفق سياسة الترجمة.

شعار ويكي الجندر.svg
ورقة بحثية
ترجمة آية سامي من الإنجليزية
تحرير فرح برقاوي
بيانات الأصل:
العنوان الأصلي Sexual Politics in the Middle East
المصدر neocolonialthoughts
تأليف سارة سالم
تاريخ النشر 2016-05-12
تاريخ الاسترجاع 2017-10-21
مسار الأصل https://neocolonialthoughts.wordpress.com/2016/05/12/sexual-politics-in-the-middle-east/


قد توجد وثائق أخرى من نفس المصدر مصنّفة على تصنيف:وثائق مصدرها neocolonialthoughts

{{#createpageifnotex:تصنيف:أوراق بحثية|{{صفحة_تصنيف_نوع_وثائق}}}} {{#createpageifnotex:تصنيف:وثائق مصدرها neocolonialthoughts |{{صفحة_تصنيف_مصدر_وثائق}}}}




السياسات الجنسية في الشرق الأوسط

كانت هناك مؤخرا بعض المقالات التي تتناول الجنس والنساء في الشرق الأوسط، بما في ذلك مقالة منى الطحاوي في نيويورك تايمز. وفي المقابل، انتقدت العديد من النسويات التركيز على الجنس والجنسانية، قائلات أن هذا التركيز يجسد النساء بالشرق الأوسط على أنهن لسن فقط مقهورات بل مقهورات بشكل رئيس فيما يخص جنسانيتهن. هناك مقال محدد يشير إلى الطرق التي أصبحت بها الجنسانية حاسمة في تحرير النساء. تكتب رافيا زكريا: "التأكيد على الحرية الجنسية سمح بترويض النسوية الراديكالية لتناسب المجتمع الرأسمالي الذي نتجت منه. إن تم فهم الجنس على أنه سلعة تختار النساء استهلاكها، فإن جوانبه الإشكالية يمكن أن تختفي." تعاود زكريا النظر في نصوص كتبتها نسويات في السبعينات لم يفصلن بين الجنس والسياسة - وهو ما يبدو عليه الحال اليوم. ذكرني هذا بكتاب قرأته مؤخرا لشولاميث فريستون - واحدة من زعيمات الحركة النسوية الراديكالية – تحت عنوان جدلية الجنس. في حين أنها تطرح العديد من النقاط الممتازة، فإن كتابها لا يزال مركزي الإثنية ويعتمد اعتمادا كبيرا على تحليل فرويدي للجنسانية والذي يمكن أن يصبح في بعض الأحيان منفصل عن المادة - السياسية والاقتصادية والاجتماعية - ومعتمد بشكل مفرط على النفساني والجنسي (والجنسي هنا بالمعنى النفسي وليس المادي).

وقد كان هذا كله جزءا من نقاش أوسع يجري منذ عقود. غالبا ما يتم تمثيل نساء الشرق الأوسط على أنهن مظلومات من قبل الرجال والثقافة. وبعبارة أخرى، عندما نفكر في النظام الأبوي في هذه المنطقة، نفكر في ذلك من حيث الذكور المستبدين الذين يستغلون الثقافة المتحيزة للرجال لقمع النساء. إذن، ليس من المفاجئ أن ينظر إلى الاستقلال من الرجال، ورمي الثقافة، والتحرك العام نحو النزعة الفردية، على أنها حلول نساء الشرق الأوسط في مواجهة النظام الأبوي.

ولكن هذا يتجاهل كون النظام الأبوي مصطلح لا يمكن تعريفه بمفرده، ودائما ما يكون طارئا تاريخيا. ما يشكل القهر الأبوي في حقبة ما قد لا يشكله في حقبة أخرى؛ وينطبق الأمر نفسه على الأماكن المختلفة. وفي لحظتنا الراهنة، نواجه الاتجاه المطرد نحو تأطير النظام الأبوي على أنه "عدم المساواة بين الجنسين"، حيث ينظر إلى النساء على أنهن مضطهدات لأنهن لا يتمتعن بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال، وحيث يحتاجن لأن يصبحن أفرادا كاملين من أجل أن يتحررن. تيار نسوي آخر دخل كجزء من هذه الموجة، وكذلك مقالات تدعو النساء للتحدث عن الجنس بشكل علني، واستكشاف حياتهن الجنسية. ويتطلع هذا النهج إلى أن تصبح النساء متحررات تماما عن طريق كونهن أفرادا كاملة ذوات حقوق متساوية. عندما يتم التركيز على الشرق الأوسط، يتم ترجمة هذا من خلال الموشورات القديمة من تجنيس النساء من أجل إظهار مدى رجعية رجال الشرق الأوسط.

في مقال حديث، تعالج نادية العلي الطريقة التي ينبغي أن تنظر بها النسوية في قضية العنف الجنسي وداعش. تسأل لماذا هناك تركيز مفاجئ على العنف الجنسي الآن، في الوقت الذي يرتكبه تنظيم الدولة الإسلامية، بينما "سبق وواجهت نساء ورجال العراق العنف الجنسي والعنف القائم على النوع قبل الغزو الأمريكي وكذلك في فترة ما بعد الغزو"، (ص 1). وتكمل:

"أرى من المهم تأريخ الأشكال المتطرفة للعنف الجنسي المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية ووضع سياق لها، ليس من أجل التقليل من حجمها وعواقبها الضارة، بل لتعميق فهمنا لجذورها وسياقاتها وسبل معالجتها. بهذا المقال، أهدف إلى التدخل في المناقشات النسوية الحديثة حول كيفية التعامل مع العنف الجنسي وشرحه فيما يتعلق بالشرق الأوسط، مع إيلاء الاهتمام أيضا لمختلف الطرق التي تم بها استخدام العنف الجنسي من قبل مجموعة من الدوائر ذات الصلة والجهات السياسية الفاعلة".

أدهشني هذا لسببين. أولا، لأنه يصلح كرد صائب على المقالات التي لا تزال تدعو إلى "التحرر الجنسي" في الشرق الأوسط دون وضع سياق للعنف الجنسي أو تأريخه. ثانيا، فقد ذكرني بالمناقشة القديمة التي جرت بين النسويات المصريات حول مشكلة التركيز على انعدام المساواة الجنسية في الفراغ. وهذه هي المناقشة التي أريد التطرق إليها بإيجاز، وأقترح أنها يمكن أن تساعدنا في الإجابة على السؤال المتعلق بكيفية تناول مسألة الجنسانية في الشرق الأوسط اليوم دون أن تكون لا تاريخية أو حسية أو اختزالية.

وردا على ميل الباحثين الأمريكيين إلى التركيز الدائم على النساء المصريات والجنس، اقترحت العديد من النسويات المصريات أن المطلوب هو وضع العلاقات الجنسية في سياق بناءات أوسع. وضعت العديد من النسويات المصريات الجنسانية والمشاكل الجنسية ضمن السياق الأوسع للتغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. كتبت هدى بدران، على سبيل المثال:

"يعيق النظام الاقتصادي في مصر عن الإنتاج كونه مرتبطا بالغرب. يتم تحويل مصر إلى مجتمع مستهلك، في ظرف لا تتوفر فيها فرص عمل ويحاول الناس إيجاد كبش فداء ... وهذا هو السبب وراء المزيد من التحامل على النساء. من السهل في بلد يتم تحويلها إلى مجتمع مستهلك - من خلال وسائط الإعلام - استخدام النساء كأدوات جنسية ".

وقد أشارت فتحية العسال – نسوية أخرى – إلى أنه لا ينبغي أن تخجل النساء من مناقشة التحرر الجنسي، لأن التاريخ يظهر أن فكرة الملكية الخاصة ظهرت في الوقت الذي أصبحت فيه النساء ملكية جنسية لأزواجهن. في كلا هاتين الفكرتين نرى جهدا واعيا لربط عدم المساواة الجنسية والتحرر بالبناءات الاقتصادية الأوسع. وهذا بالضبط هو نوع الجهود الذي يبدو مفتقرا اليوم في معظم الأعمال التي يتم العمل عليها بشأن الجنسانية والجنس في الشرق الأوسط.

جاء ذلك ردا على زيارة أنجيلا ديفيس إلى مصر، التي كتبت عنها: "عندما وافقت في البداية على السفر إلى مصر بغرض توثيق تجربتي مع النساء هناك، لم أكن أعرف أن رعاة هذا المشروع توقعوا مني أن أركز بشكل خاص على القضايا المتعلقة بالبعد الجنسي لمساعي النساء للمساواة. لم أكن واعية، مثلا، بأن ممارسة قطع الأعضاء الجنسية للإناث (الختان) كانت من بين القضايا التي سيطلب مني مناقشتها. ولأنني كنت على وعي تام بالمناقشة الشغوفة التي لا تزال مستعرة داخل دوائر النساء عالميا حول جهود بعض النسويات الغربيات لقيادة حملات صليبية ضد ختان الإناث في البلدان الأفريقية والعربية، فقد أعدت النظر بجدية في إكمال المشروع بمجرد أن تم إعلامي بالتركيز الخاص لزيارتي"[1].

في الواقع تعقد ديفيس مقارنة بين تركيز النسويات الغربيات المهووس على الختان وهوسهن - المساوي في تطفله - بجنسانية الأمريكيات من أصول أفريقية:

"من السهل أن نفهم لماذا أثارت هذه الحركة، على الرغم من صلاح نواياها المحتمل، مشاعر العداء لدى النساء من أصل أفريقي، لأنها غالبا ما صورتنا على أننا وحشيات وشهوانيات ونتكاثر عشوائيا بأرقام قد تهدد حكم الأغلبية البيضاء في نهاية المطاف. أدركت أنني لا أستطيع أن أكتب بضمير مرتاح عن تشويه الأعضاء الجنسية وأمثلة القمع الجنسي الأخرى في مصر دون الاعتراف بالتلاعب بهذه المشاكل من قبل أولئك الذين يفشلون في النظر إلى أهمية السياق الاقتصادي والسياسي الأكبر للسيادة الذكورية".

هذا الاعتراف بأن الكتابة عن القمع الجنسي في مصر تجلب معها مسائل سياسية صعبة يشبه قلق نادية العلي من أننا عندما نكتب عن الحياة الجنسية في سياقات الشرق الأوسط، غالبا ما يتم استغلال ذلك. بدا في الماضي أن هذا يؤدي إلى طريق مسدود: هل نواصل الكتابة حول هذه القضايا مع العلم أنها سوف يتم استغلالها؟ أم نتخلى عن هذه المناقشات تماما، مع العلم أن هذا قد يؤخر التغيير الاجتماعي الذي نحن في أمس الحاجة إليه؟

ونقلت انجيلا عن شهيدة الباز قولها:

"يجب على النساء في الغرب أن يعرفن أن لدينا موقف فيما يتعلق بقضايانا ومشاكلنا. نرفض موقفهن المتعالي المتصل بآليات استعمارية مدمجة وبشعورهن بالتفوق، ربما لا تفعل بعضهن هذا بشكل واعي ولكن هذا الشعور موجود. يقررن لنا مشاكلنا، وكيف ينبغي أن نواجهها، حتى بدون امتلاك الأدوات لمعرفة مشاكلنا".

وتلفت الباز النظر إلى أن الباحثين في موضوع الجندر في إنجلترا –مثلا – يركزون على مواضيع مثل "النساء والسياسة"، في حين أن الباحثين في موضوع الجندر في مصر يركزون دائما على مسألة الجنس. كان هذا الفصل بين الجنس والعلاقات والبناءات الاجتماعية الأخرى – فضلا عن الانشغال شبه المهووس بالجنس – إشكاليا وقتها وما زال إشكاليا اليوم.

ومن المثير للاهتمام أن نرى أن النسويات العاملات اليوم يواجهن نفس القضايا التي ناضلت بخصوصها النسويات المصريات في الستينيات والسبعينيات. تتأمل نادية العلي هذا:

"على مدى السنوات الماضية، قضيت الكثير من الوقت والطاقة – بصفتي أكاديمية وناشطة – أحاجج ضد "تثقيف" القضايا المتعلقة بالجندر – وخاصة فيما يتعلق بالعنف القائم على الجندر في السياق العراقي. شعرت لسنوات بأنني مضطرة إلى قول وكتابة أن الأمر لا يتعلق "بثقافتهم" ولكن بالاقتصاديات السياسية. يتعلق الأمر بالدكتاتوريات السلطوية والتفسيرات والممارسات الأبوية المحافظة. يتعلق بالتدخلات والغزو الأجنبي وسياساته الجندرية." (ص 3-4)

الفكرة القائلة بأن المرأة في دول العالم الثالث يتعين عليها أن تقاتل بوعي معركة على جبهتين هي فكرة معترف بها على نطاق واسع. وتقول الفكرة أن هناك معركة ضد النظام الأبوي، يفترض أن تكون غالبا "محلية"، من ناحية. بينما من ناحية أخرى، هناك الإمبريالية والعنصرية – وشكلها الأكثر وضوحا في اللحظة الراهنة هو الإسلاموفوبيا – التي تفهم على أنها تنبع من بناء الإمبراطورية الغربية. وقد جعلت هاتان المعركتان النساء عرضة لأشكال متعددة من القهر وللاضطرار إلى التنقل باستمرار في بناءات مختلفة. لا شك أن هذا يمس الواقع الذي تعاني منه العديد من نساء العالم الثالث وذوات البشرة الملونة، وهي أن التجارب تتألف من طبقات متعددة، وتكيفها فئات اجتماعية متعددة. إن التقاطعية هي أحدث نظرية تعالج هذا. ولكن، أريد أن أسأل ما إذا كانت هذه الرؤية الثنائية – للنساء المضطرات لمواجهة الأبوية و/أو العنصرية – رؤية إشكالية لا توفر إطارا مفيدا لفهم القهر أو مقاومته. بدلا من ذلك، يجب أن تتفكك هذه الثنائية كما يجب أن ينظر إلى النظام الأبوي والعنصرية كونهما مشتركي البنية. وهنا فإن الجدل المذكور أعلاه بين النسويات المصريات يبدو أنه يفعل هذا بالضبط: يرى العنصرية / الإمبريالية كجزء لا يتجزأ من العلاقات الجندرية، والعكس بالعكس.

بينما أقرأ قلق العلي حول عدم الإفراط في التأكيد على الوضع الاستعماري الحديث أو الدولي على حساب القومي الداخلي، وجدت نفسي متوحدة مع شكوكها أن النسويات المتموضعات في الغرب غالبا لا تولي اهتماما كافيا للأشكال المحلية من السلطة الأبوية. وكوني نسوية مختلطة عاشت في أوروبا ومصر، وجدت نفسي أتذكر بسهولة ظروف الأوساط الأكاديمية الأوروبية والمناقشات العامة التي تدفع النسويات إلى التركيز على بنايات السلطة الغربية والرد بشكل دفاعي على الهجمات العنصرية بالأساس. وفي الوقت نفسه، أجد نفسي في موضع أضطر به أن أشرح لماذا يجب على النسويات الحديث عن الاستشراق والإمبريالية عندما تأتي التهديدات "الحقيقية" للنساء في مصر من الإسلاميين والمحافظين والعادات المحلية. ويبدو أن هذين الموضعين يعنيان وجود طرق متعددة لفهم القمع الجندري في مصر. ما أطرحه كبديل هو أنه بينما هناك طبقات متعددة للقصة، فإن هذه الطبقات لا تمثل أسباب أو طرق قابلة للفصل لفهم العلاقات الجندرية. بل إنها تشير بالتحديد إلى الطرق التي يشكل فيها العرق والنوع والطبقة والتصنيفات الاجتماعية الأخرى بعضها بعضا، وبهذه الطريقة ينتجوا العلاقات الجندرية.

وبعبارة أخرى، في حين نبدو وكأننا نطرح انقساما بين بنايات السلطة الدولية وبنايات السلطة القومية، فإنني أتساءل ما إذا كان هذا هو الحال. قد أكون معنية جدا باستكشاف المزيد من العمل الذي قامت به النسويات بالشرق أوسط في فترات سابقة لمحاولة معرفة كيف تصوروا هذه البنايات القومية والدولية، وكيف تنقلوا خلال هذه الطبقات. في الاقتباسات المذكورة بالأعلى، لا يبدو أن هناك إنكارا للنظام الأبوي في مصر، ولا للخطاب الديني المحافظ أو التقاليد الثقافية الإشكالية. ولكن هذه دائما ما تكون محاطة بالسياق – يجب أن تفهم كنتيجة لعمليات ليست قومية أو دولية فحسب. ليست لعبة لوم بإيقاع اللوم على إما "النظام الأبوي المحلي" أو "الإمبريالية". الوضع أكثر تعقيدا من ذلك – حيث يدور حول الجدلية بين الإثنين.

بشكل ما أعتقد أن نادية العلي تجيب عن سؤالها بنفسها – السؤال الذي واجه معظمنا – ببراعة، عندما أشارت إلى أن فهم العنف الجنسي في الشرق الأوسط يستوجب دائما وضع سياق وتاريخ لما يحدث. وبهذا المعنى، فإن الأمر لا يتعلق بالتركيز المهووس على الجنس أو الحديث عن الجنس أو ممارسة الجنس أو العنف الجنسي؛ كما أنه لا يعني تجاهل أن العنف الجنسي والجنس موجودان في الشرق الأوسط. إن الأمر يتعلق بالحديث عنه بطريقة مختلفة – ولأجل هذا ربما نحتاج إلى النظر للنسويات في الماضي.

مصادر

  1. في السبعينات، زارت آنجيلا ديفيس مصر. هذه المقتطفات من فصل بكتابها النساء، الثقافة والسياسة.